الإثنين 25 نوفمبر 2024

حكاية (زكريا وصابرين) بقلم محمد إبراهيم عبدالعظيم

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

مش هينفع.. انا اول ما وقعت في ضيقة جريت عليكوا لانكم اهلي .. لو كنت شايفاك غريب عليا مكنتش لجأتلك .. رغم ان معرفتنا بقالها شهور بس انا فعلا حاسة اني اعرفكم من زمان.
زكريا رد عليها وقال
_يعلم ربنا اني بدعيلك انه يبعتلك ابن الحلال اللي يحافظ عليكي ويسعدك.
قالتله قبل ما تسيبه وتمشي بنبرة فيها خجل 
_ اظاهر ان ربنا تقبل دعائك يا زكريا .. وابن الحلال ظهر في حياتي .
سمع صوت خطواتها بتبعد بس صوت دقات قلبه الفرحان كانت اعلى اتجرأ زكريا وفاتح الدادة في موضوع جوازه من صابرين قالتله هشورها واقولك .. هي هتلاقي احسن منك فين.
وبالفعل جريت وقالت لصابرين اللي دارت فرحتها في قلبها وقالت للدادة 
_ عايزة اعرف رأيك ايه.
سكتت شوية وقالت 
زكريا اطيب قلب شوفته ف حياتي وعيلته غلبانين ومحترمين كفايا انهم شايلينا من على الارض شيل .. بس انا اللي عايزة اسألك.. هتقدري تشيلي المسؤولية يا صابرين.. انتي فاهماني .. الموضوع صعب مش بسيط .
فكرت صابرين شوية وقالت 
_ انا استخرت ربنا من بعد ما بقيت بفكر كتير في زكريا .. ولقيتك النهاردة بتقوليلي انه فاتحك في موضوع جوازي منه .. انا موافقة يا دادة.
وبالفعل اتجوزوا وعاشوا مع بعض في سعادة وبساطة.. ومع الوقت والشهور بدأ زكريا يتعرف ويتشهر ويطلع في برامج ويدي دروس في الدين وتعاليمه ومبادئه ويقرأ قرءان وتواشيح وبدأت الحياة تفتحلهم دراعتها .. ومكنوش يعرفوا انه فخ من الشيطان ولانهم بشړ وقعوا ففخه.
سابوا البيت القديم وزكريا اشترى بيت جديد اوسع وعاش فيه هو ومراته وابوه وامه..في الوقت ده الدادة منى قابلت وجه رب كريم.. زعلت صابرين عليها كتير ولولا وجود زكريا جنبها يواسيها كانت ممكن تعمل في نفسها حاجة لحبها وارتباطها بالدادة الله يرحمها.
مرت سنين وسنين.. الشقة بقت شقتين بقى عند زكريا وصابرين فلوس كتير في البنك.. ابوه وامه ماتوا وبقوا عايشين لواحديهم في الشقة الكبيرة.
حاولوا اكتر من مرة انهم يخلفوا حتة عيل يملى عليهم حياتهم وراحوا لدكاترة لكن بلا جدوى.. ومع الوقت اكتشفت صابرين انها بتعاني من ورم خطېر في الرحم وكان ده السبب اللي مأثر على موضوع الخلفة.. لحد ما الدكتور قالها 
_ لازم الرحم يتشال فورا قبل ما الورم يتفشى والوضع يصبح كارثي!!.
رغم الحزن والالم الا ان زكريا كعادته طبطب عليها وقالها 
_ ربنا رايد كدا والحمدلله دايما بنحمده في الضراء قبل السراء .. مش عايزك تزعلي نفسك يا حبيبتي.
كانت بټعيط ومش قادرة تتكلم ومكنتش مستوعبة فكرة انها مش هتخلف ابدا.. ودخلت العمليات وغابت جوة اكتر من ٦ ساعات.
ومن برة واقف زكريا بيقرأ قرءان وهو خاېف على صابرين وسامع اصوات خطوات بتجري هنا وهنا وحس بخطړ بيحوم حوالين صابرين.
سرح زكريا وتخيل حياته من غير صابرين ممكن تكون عامله ازاي.. لأول مرة في حياته تنزل منه دموع بمجرد الفكرة.. ارتباطه بصابرين مكنش ارتباط والسلام.. ده كان ومازال روحه فيها.. وفضل يدعي انها تقوم بالسلامة.. سمع دكتور بيقوله 
_ الوضع خطېر اوي يا شيخ زكريا .. ادعيلها يمكن ربنا يستجيب لدعواتك.. احنا عملنا اللي علينا والباقي على الله .. هي دلوقتي بين ايديه ..احنا شيلنا الورم وهي دخلت في غيبوبة بعد ما ڼزفت دم كتير .. لو ال٢٤ ساعة اللي جايين عدوا عليها بسلام يبقى ان شاء الله في امل .. لو حصل عكس كدا مش هخفي عليك سر.. هتبقى صعب تعيش يوم واحد.
صراحة الدكتور ضړبت زكريا في مقټل لكنه مفقدش الثقة والامل لانه معتمد على الحي الذي لا ېموت .. علشان كدا قام واتوضا وقرر يصلي قدام باب غرفة العمليات.. وفضل يصلي ويطول في السجدة لحد الصبح ما طلع بدون ملل .
وحس براحة وسکينة بيلمسوا قلبه.. وصوت الدكتور اللي كان باين عليه الاسف اليوم اللي فات.. بان عليه السعادة وقتها لما قاله 
_ الحمدلله رب العالمين.. صابرين فاقت وقامت بالسلامة يا شيخ زكريا
.. ربنا بيحبك يا راجل يا بركة.
بعد ما صابرين قامت من تعبها اللي كان هيقضي على حياتها قرر زكريا قرار قال يستشير فيه مراته قبل ما ياخده .. وقالها 
_ انا مبقتش عايز حاجة من الدنيا خلاص..

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات