الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية طبقات بتفرقنا بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 23 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز


وجذب خصلات شعره إلى الخلف پعنف شديد واردف قائلا
والله ما قصدي بس أنا مش عارف مالي ... سما هي فرصة واحده بس أرجوك
ابقى ابعت الإستقالة على مكتب بابا بعد ما تمضيها وأفضل أنه مايعرفش حاجه
قالت كلماتها بجدية وحزن شديد ظهر على ملامحها بالكامل وهي تتجه إلى الخارج تاركه إياه في بحر من الألم الذي لا يوجد له دواء.

                                                        
بعثت له برسالة تنص على أن يبتعد عنها للأبد بعد أن حاول محادثتها أكثر من خمسون مرة وهي لا تجيب ولكن ما فعله بها للمرة الثانية حطم فؤادها لم تكن تعلم أنه أيضا محطم بالكامل ذلك أكنان المهدي الذي لا يصعب عليه شيء انتشلت منه حبيبته الآن.
مر شهرين عليهم جميعا ولو أردنا أن نكون منصفين في وصفنا لأيامهم نقول أنهم كانوا شهرين كالعامين مروا على الجميع في حزن طاغي حطم حياتهم بسبب فروق اجتماعية ليس لها أي أساس من الصحة فروق جعلت هناك سيد وعبد كان مصطفى يعيش أيامه بحزن يغطي على ملامحه فقد عشقها إلى حد كبير لم يكن يدري أن العشق سيفعل به هذا يوما بسبب غيابها عنه تحول إلى شخص آخر ولم يكن يهون عليه غير صديقة الوحيد عمر
 أما بالنسبة ل أكنان فلم تكن أيامه أسعد من أيام شقيقه بل كانت أسوأ فليس لديه صديق جدي ك عمر يقف بجانبه إلى هذا الحد الكبير لم ييأس أكنان كما مصطفى الذي لم يحادث سما مرة أخرى بل حاول وحاول محادثتها ومقابلتها أكثر من مرة ولكنها باءت بالفشل الذريع ولم تستجيب له ولو لمرة واحدة
بحثت سما عن عمل جديد وبدأت به بالفعل كانت أيامها جميعها متشابهة ليس هناك لون بها يسيطر عليها الملل والشحوب منذ أن ابتعدت عنه وهي تشعر بروحها تصعد إلى السماء ببطء لم تكن تعلم أنها تحبه إلى هذا الحد فعشقها له كان أبعد من حدودها بالأصل كانت تشاهد صوره يوميا من مواقع التواصل الإجتماعي ولكن ليذهب إلى الچحيم فهي لا تملك سوا عائلتها المهانه من والدته فظة اللسان
أما تلك القطة الشرسة لم تستطيع أن تفعل شيء غير البكاء لطالما كانت شخصيتها أقوى بكثير من شقيقتها ولكنها في الأصل هشة من الداخل لا تجيد غير البكاء عله يجعلها تستريح وقد اشتاقت كثيرا إلى صاحب العيون قاتمة السواد ذو الشعر الأسود اللامع ولكن هل يحق لها ذلك الآن فهي أبعدته عنها بكل الطرق لتحافظ على عائلة كانت لها السند دائما تحميها من بطش العالم الخارجي.
 بعد هذه المدة ببضع أيام عادت دينا من المصحة بعد أن تم شفائها لتعود مرة أخرى إلى منزلها مع عمر والذي أراد أن يباشر معها حياة زوجية سعيدة ليحاول أن يعوضها عن ما رأته بين عائلتها ولكن هل سيستمر ذلك أم أن هناك أراء أخرى للقدر الذي يلعب بحياة الجميع.
طبقات فرقتنا ولكن
الفصل   الحادي   عشر   والأخير
ندا   حسن
إنها ڼار الچحيم بحق 
عن أي ڼار تتحدث 
إنها ڼار الفراق يا عزيزي
ألف مبروك يا عمر يابني يتربى في عزك
قالها أشرف المهدي والد دينا زوجته مبتسما بود وهو يهنئة بقدوم طفله الصغير
الله يبارك فيك يا عمي
حملت والدتها نبيلة الطفل بين يديها وهي تداعبه بمرح بينما في الأصل هو يغط في نوم عميق
ابتسم مصطفى بهدوء وهو يجلس جوار عمر بينما أكنان خرج إلى الشرفة بسبب اختناقه من هذا الجو الأسري المزيف ووقفت ياسمين على أعتاب باب الغرفة تتطلع إليه بسعادة لتحقيق حلمه في أن يصبح أب وبحزن في كونها ليست والدته وبحزن أشد في كون هناك من سيأخذه منها إلى الأبد..
حاولت دينا أن تعتدل في الفراش ولم تستطيع وحدها فوقف عمر سريعا يعدل الوسادة خلفها محتضنا خصرها بتملك ليجعلها تجلس براحة أكثر بينما تنظر إليهم ياسمين بحزن دفين يشتد كل دقيقة والأخرى عليها ثم ذهبت إلى الخارج وهي غافلة عن أعين دينا الحزينة عليها هي لم تكن تريد أن تسرق زوجها منها ولكن بنظرها أن ياسمين حظيت بكل شيء وهو الرجل الوحيد الذي عاملها بطيبه وحنان لم تكن سيئة لدرجة الشماتة بها ولكنها عنوة أحبته وهي تعلم أنه يعشق زوجته والذي لاحظ أختفائها ليذهب خارج الغرفة مستأذنا منهم ليبحث عنها
استمع إلى همهمات تخرج من المطبخ فتوجه إليه وهو يبحث عنها ليراها واقفة تعطي إليه ظهرها واضعة وجهها بين كفيها تبكي بحړقة على كل شيء مر بحياتها منذ أن فقدت رحمها منذ أن حرمت من الأمومة لتكن هنا الآن
اومأت إليه بهدوء وكم كانت تود أن تستمع إلى تلك الكلمات لتجعلها تشعر بالراحة وكأنه كان يدري ما الذي تحتاجه بهذا الوقت تحديدا قالت مرة أخرى مكررة حديثها
همشي علشان الوقت أتأخر
استني نمشي سوا
نظرت إليه باستغراب ودهشة هل سيترك دينا في المنزل وحدها وهي لم تتم أسبوع بعد ولادتها
أنت هتسيب دينا لوحدها
أجابها بهدوء وهو يجذبها من يدها إلى الخارج
الشغالة معاها ولو حبت والدتها تبات كمان وأنا خليني معاكي
ثم أخذها وذهب إلى حيث الجميع وعندما كانوا يغادرون مال بجذعه على دينا شارحا لها بأنه يجب أن يكون مع ياسمين والتي كانت دينا تعلم بحالتها وشعورها بالنقص وأنها ستكون بمفردها بعد ليلة كهذه لذا وافقت وهي تشعر ب الشفقة عليها ولم تجعل والدتها تجلس معها فقط اكتفت بالخادمة حيث أنها لا تريد أي اجتماعات خاوية المشاعر مثل تلك الذي انتهت منذ قليل.
                                                           
ابتسم بمرارة لصديقة الجالس أمامه يستمع إلى حديثه الذي يقطع نياط القلب ذلك الحديث الذي لم يكف عنه منذ عام كامل منذ أن تركها تهجره
مش عارف عملتلي سحر ولا ايه من يوم ما مشيت وأنا مانستهاش بنام كل يوم على صورتها بقوم بفتكرها ... بفتكرها في أي وقت ممكن تنط في دماغي في أي لحظة واحشني اسمع صوتها أوي ... لما كنت برن عليها

من أرقام غريبة علشان اسمع صوتها كنت ببقى زي العيل الصغير اللي فرحان بهدوم العيد ببقى ملهوف أوي أرد عليها وأقولها وحشتيني ودلوقتي بقت تفتح السكة ومتردش حست أنه أنا ... ساعات بسأل نفسي هو أنا للدرجة دي وحش وبتكون الإجابة أيوه أنا فعلا وحش لأني
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 29 صفحات