رواية طبقات بتفرقنا بقلم ندا حسن
سبتها بالشكل ده ... أنا مش عارف أنا مالي ... أنا السنة اللي عدت من غيرها دي كنت تايهه ... أنا طفل تايهه في غيابها.
استمع عمر إلى هذه الكلمات وهو لا يدري ماذا عليه أن يفعل صديقة قبل ظهورها كانت حياته لعمله هدوء معتاد يسيطر عليه ولكن الآن بعد أن ذهبت لم تصبح حياته لعمله فقط بل لحزنه وعشقه الضائع بسبب طبقات المجتمع الغير سوي ذلك الهدوء أصبح هدوء ما قبل العاصفة تحدث وهو يعلم أن حديثه خطأ ولكنه يحاول مداواة چرح صديقة بأي حل كان
نظر إليه بسخرية لاذعة ثم هتف قائلا بعد أن وقف على قدميه
مين قالك أنها شايفه حياتها هي زيها زيي پتتعذب وبس پتتعذب بسبب حاجات ملناش دخل فيها ... هي قست علشان اتهانت واتهانت جامد أوي والغلط كله كان عندي من الأول
أردف قائلا بهدوء بينما تشابكت أصابع يده وهو يتكئ ب كوعيه على قدميه ليتقدم للأمام
هل هو هنا ليخفف عنه أم يزعجه أكثر هذه الفكرة تقتله بدلا من المرة ألف في الثانية الواحدة فكرة أن تكن بين يدي رجل أخر غيره تجعله يريد قټلها بدلا من كل هذه المعاناة وقف على قدميه ثم هتف به پغضب وهو يخلل خصلات شعره پعنف
هو لو كان مجرد إعجاب كنت هفضل سنة بحالها على الحال ده لو أقدر ابص لواحدة تانيه هعمل في نفسي كده ليه ليه محدش قادر يفهم أن قلبي قفل عليها ليه..
اتمنى تكون من نصيبي من غير ما أغضب ربنا ولا أغضب أهلي عليا
ايه اللي أنت بتقوله ده يا عمر دول بنات جرابيع لفوا على ولادي علشان يكوشوا على فلوسهم
وقف هو الآخر يهتف أمامها بضيق شديد يكاد يخنق روحه فما حدث لصديقة وشقيقه أيضا يجعل القلب ېنزف دماء حزنا عليهم وهي لا تبالي إلا لتلك التراهات التي لا يوجد لها أساس
جحظت عينيها لما ألقته شفتيه الأن كيف لابنها أن يفعل ذلك ابن عائلة مرموقة تربى في مستوى أعلى مما يتخيل من المؤكد أنه افتراء
لم يجعلها تسترسل حديثها الفظ عن أخلاق الفتاتين واردف قائلا ببرود
لا يا مدام نبيلة دا كلام مظبوط واسألي ابنك كمان مش هينكر ... مصطفى أتعرف على سما في الشغل عادي جدا سوا ده أو ده الاتنين كانت صدفة والصدفة قلبت حب حرام اللي بيحصل ده
جلست على المقعد الذي كان خلفها وقالت ببرود اعتادت عليه
ولو حتى كلامك مظبوط دول بردو بنات فقرا وشكلهم مش نضيف كده دول عايشين في حارة إزاي يدخلوا عيلة المهدي دول أقل مننا بكتير أوي
طب ما أنا كنت أقل منكم بردو وعلى ما أفتكر إنك كنت كارهه صداقتي مع مصطفى بردو ليه دخلتوني العيلة دي بقى أقولك أنا ليه علشان كنت هتستر على بنتك صح عملتي كده علشان تستفادي مش أكتر كنت خاېفه على مكانتك ومركزك صح
نظرت إليه بتوتر ولم تجيبه فهو على حق كل ما هتف به حقيقة هي لا تهتم سوا بالمظاهر الخداعة فقط وكانت كلمات عمر أول صڤعة لها لعلها تستفيق من غيبوبتها
نظر إليها بأسى ثم هتف قائلا
على فكرة مصطفى كان ممكن يتجوزها من غير رضاكي عادي جدا وأكنان كمان مكنش هيحصل حاجه لكن هو معملش كده علشانك ... علشان عايز رضا أمه عليه طول ماهو عايش أولادك مش عايزين يخسروكي بس أنت اللي بتجبريهم على كده حاولي تصلحي الغلط ده بسرعة قبل ما تخسريهم زي ما خسړتي دينا واظن إنك شايفه التغير اللي حصل ليهم بس مطنشه ... أنا آسف للي هقوله بس فعلا الأم عمرها ما كانت كده أنت أنانية أوي
ثم تركها وغادر تركها تعيد كلماته برأسها مرة واثنان وعشرة هل هو على حق هل من الممكن خسارة أولادي تتسائل وكأنها لم تخسرهم بعد جلست تفكر بعمق وتعيد جميع حساباتها منذ البداية حتى النهاية ولكن هل يفيد.
طرق باب منزلها أكثر من مرة بينما هي كانت في المطبخ غسلت يدها ثم خرجت بعد أن هندمت ملابسها لترى من بالخارج فتحت باب منزلها لترى زوجة زوجها الأخرى تقف أمامها تحمل رضيعها بين يديها وبجانب قدمها حقيبة أطفال كبيرة نوعا ما
نظرت إليها الأخرى باستغراب وهي لا تدري ما الذي أتى بها هكذا على غير العادة وفي زيارة غير مسبوقة فسألتها باستغراب قائلة
دينا.. هو فيه حاجه ولا ايه.. اتفضلي
نظرت لها الأخرى مبتسمة ثم مدت يدها إليها ب الرضيع ل تأخذه منها ياسمين وهي تنظر له بحنان وعطف أم مسلوب منها أمومتها وقد نست تماما أن دينا تقف معها فقد أخذها الطفل إلى عالم أخر وهي تنظر إليه
تحدثت دينا وهي تنظر إليهم بابتسامة صغيرة ربما تكون مقتضبة بعض الشيء وهي تقول
ياسمين خليه عندك لحد ما أرجع
خرجت من شرودها على حديثها لتسألها على الفور قائلة
أنت رايحه فين..
أجابت دينا وهي ترفع الحقيبة من على الأرضية وتقدمها لها
رايحه أقعد مع صحابي شويه بس قولت اجيبه عندك علشان هيفضل يزن معايا ومش هعرف أقعد منه ودي الشنطة فيها كل غيراته واللبن بتاعه وإزاي هتعمليه
اللبن بتاعه.. دا لسه يدوب شهر مش المفروض يتربى على لبن الأم
اردفت دينا بهدوء مجيبه إياها
الدكتور اللي مطلعه ليه علشان مش بيشبع مني
اومأت لها الآخرى ثم هتفت متسائلة
طب عمر عارف
أجابت دينا وهي ذاهبة إلى المصعد الكهربائي لتهبط به
هكلمه في العربية واقوله
لم تستطيع الأخرى أن تتحدث معها مرة ثانية لأنها كانت بالفعل داخل المصعد وتركتها وذهبت
تنهدت ياسمين بهدوء ثم نظرت للطفل بيدها وهي تبتسم بهدوء بينما هو ينظر لها عاقدا حاجبيه فقالت وهي تمسح بحنان على وجنته
عارف يا واد يا غيث ... لا لا أنا هقولك غيثو عارف بقى ده هيبقى أحلى يوم في حياتي
ثم حملت الحقيبة بيد واليد الأخرى تحمل الرضيع
بسعادة وحب فياض لا متناهي تخرجه له لطالما حرمت من إعطائه لأحد.
ممكن أقعد معاكي شويه
كانت تجلس في مقهى راقي بعض الشيء واضعة قدم فوق الأخرى أمامها على الطاولة حاسوب مفتوح ويبدو أنها تعمل عليه وفنجان قهوة على الناحية الأخرى ترتشف منه لتستمع إلى هذا الصوت يطلب منها الجلوس وقد عملت على