الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية طبقات بتفرقنا بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 22 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز


ولما مصطفى غلب معاكي أكنان قالي أحاول اقنعك
جلست سما أمامها على المكتب الصغير الخاص بشقيقتها واردفت باستغراب
وهي عايزه تشوفني في بيتها ليه أنا مش مرتاحه للحوار ده وبعدين أنا أصلا رفضت وقولت ل مصطفى إني مش هروح
وأنا قولت ل أكنان هنروح يا سما خلاص بقى الله ... وبعدين دي حماتك
نظرت إليها سما ضاحكة بعدما ضحكت الأخرى بخفوت وهي تسخر من تلك الكلمة.

                                                     
هتفت ببرود واستعلاء موجهه حديثها إلى منة الجالسة بجوار شقيقتها
وأنت بقى طلعتي مع أكنان في الكلية ... اممم أول مرة أعرف
ابتسمت منة بوجهها ب سخافة والتي في الأصل لم ترتاح إليها منذ أن دلفت إلى هذه الفيلا ولكن نظرات أكنان إليها والتي كانت تحاول تهدئتها لأنه يعلم بمدى چنونها وكم يدري أن لسانها سليط يفلت منها في وجه أي شخص
عادت برأسها إلى سما الجالسة بخجل شديد يظهر جليا على ملامحها وعلى أصابع يدها التي تضغط عليهم پعنف نظرت لها بسخرية ثم هتفت ببرود وتهكم قائلة
عايزة كام وتمشي..
نظرت إليها سما وقد ظنت أنها لا تحادثها لتجد نظرها موجه إليها منتظره ردا منها فهتفت باستغراب وبعض من الدهشة
 نعم ... هو حضرتك بتكلميني
تعالت ضحكات والدتهم فظة الحديث لتقول مرة أخرى بهدوء أكثر وتوضيح أدق وهي تنظر إليها
بقولك عايزه كام وتمشي وتسيبي ابني في حالة أنت عارفه طبعا أنه مش مستواكي
وقفت هي وشقيقتها على الفور بعد أن وصلت كلمات والدته إليها بالشكل الصحيح لتهتف منة بحدة في أكنان قائلة
ايه اللي والدتك بتقوله ده يا أكنان هو فيه ايه
وقف مصطفى و أكنان أيضا على أقدامهم ليذهب مصطفى إلى والدته يعاتبها بشدة والضيق يحتل ملامحه
ايه اللي حضرتك بتقوليه ده ... كل اللي بتعمليه غلط أرجوك بلاش
وقفت هي الأخرى ثم صاحت بحدة وعصبية وقد علا صوتها وهي تصيح قائلة
بلاش ايه يا ولد أنت هتنسى إني أمك ... أنا عارفه أنا بعمل ايه كويس جايبلي واحدة بتشتغل عندك هي وأبوها وعايز تتجوزها وأخوك المحترم شكله هو كمان مظبط مع الجربوعة التانية دي...
لم تجعلها منة تكمل وصلة التوبيخ بها هي وشقيقتها وهتفت بصوت عالي وقد أحمر وجهها من الڠضب لتترك لسانها السليط يرد على تلك المرأة الوقحة بنظرها
الراجل اللي شغال عند ابنك ده أحسن منك مليون مرة وبعدين هي مين اللي جربوعة يا ولية يا ناقصة أنت أنت مفكرة علشان بتكلم معاكي برقة وحب يبقى خلاص لا يا حبيبتي دا أنا من حواري...
 صړخ بها أكنان ليستوقفها عن هذه الكلمات البذيئة التي أخذتها سلاح للرد على والدته بينما ضغطت سما على يدها لتمنعها من التطاول أكثر من ذلك فمهما طال الأمر هي والدتهم ولن يفضل أحد منهم شخص على والدته
نظرت سما إلى والدتهم والدموع حبيسة عينيها من الموقف الذي عرضت نفسها له هي وكل عائلتها لتقول بهدوء
كملي حضرتك اللي كنت بتقوليه
حاول مصطفى الحديث عوضا عن والدته ليصلح الأمر ولكنها صاحت به قائلة بحدة
لو سمحت يا مصطفى بيه أنا عايزه المدام هي اللي تكمل مش حضرتك
لقد اڼهارت كل أحلامه لقد ضاع كل ما أراده والآن ليقل أنها كانت حب حياته نعم كانت بعد هذا الموقف الذي وضعته به والدته وتلك النظرة التي كانت من نصيبة كم كان غبيا لفعل هذا!..
نظرت إليهم نبيلة بسخرية واشمئزاز ثم اردفت قائلة بعد أن جلست ووضعت قدم فوق الأخرى بعنجهية وتعالي
أنا ماليش كلام معاكوا أصلا كل اللي عايزه أقوله تبعدوا عن طريق ولادي انتوا الاتنين وإلا هتشوفوا وش مش هيعجبكوا أبدا انتوا مش قدنا أخر كل واحده فيكم عريس يكون صاحب كشك في حارتكم مش ولاد عيلة المهدي
صاحت منة مرة أخرى بعصبية وهي تريد أن تذهب لتفتك بها على تلك الإهانة
وأنت عيالك القطة كلت لسانهم ياختي!!
ابتسمت سما بهدوء ثم اجابتها بجدية قائلة
صاحب الكشك ده هيكون أحسن مليون مرة بالنسبة ليا من واحد مقدرش يحافظ على كلمته وطلع في الآخر مش راجل يا مدام
نظر إليها مصطفى بحزن شديد وهو يدري أنها تقصده بكلماتها الغير هينه بالمرة ولكن هذه والدته ماذا يفعل بها مهما طال الأمر فهي والدته ولن يستطيع فعل شيء لها
ثم أمسكت يد شقيقتها وتحركت للخروج من هذه الفيلا اللعېنة ليحاول كلا من مصطفى و أكنان الذهاب خلفهما ولكن وقفت سما مرة أخرى قائلة بصرامة وحدة
أنا مش عايزه حد فيكم يطلع ورانا لو سمحت يا مصطفى بيه وأنت يا أكنان باشا لو لمحت طيفك جنب أختي هيكون أخر يوم في عمرك وأنا قد كلامي علشان مش مشاعر حب اللي تخلي ولاد محمود الدجوي يقفوا الوقفة دي ولا ولاد محمود الدجوي اللي يوطوا راسه بالطريقة دي وعلشان كده خليكم بعاد أحسن
نظرت كلا منهما إلى معشوقها پقهر سيطر على خلاياهم وسيطر على ملامحهم جليا فلم تكن إحداهما تتوقع أن يحدث ذلك في اسوأ كوابيسها الآن نال منهما العشق وجعل كرامتهما مهانه في ذلك الموقف الذي لن ينسى طوال حياتهم
بينما اڼهارت آمال الأخوين بعد ما فعلته والدتهما وجلس كلا منهما مهموم فبعدما حدث ليس هناك عودة وإن كان هناك ف سما أغلقت طريقها.
                                                      
دلفت إلى مكتبه بعد أن طرقت الباب وأذن إليها بالدخول تقدمت منه بخطوات واثقة هادئة في آن واحد وقفت أمام المكتب بعيون جامدة لأول مرة يراها لم يرى بريق بنيتها كما السابق ولأول مرة يرى وجهها شديد الشحوب هكذا
وقف على قدميه وسار حول المكتب ليقف أمامها فرفعت رأسها إليه تنظر في عينيه بكبرياء في محاولة منها لمحو ذكريات يوم أمس وتلك الإهانات التي ألقت عليها دون سبب
أنا جيت أخد حاجتي من هنا ودي استقالتي من فضلك امضي عليها
تحدث بحزن غلف نبرته وظهر الإرهاق الشديد على وجهه هو الآخر فلم يكن بحال أفضل منها
أرجوك افهمي أنا والله حاولت معاها كتير بس مقدرتش وهي في الأول أو الأخر أمي ومكنتش قادر استغنى عنك أنا عايزك يا سما
قاطعته بحدة وصرامة وقد تغيرت مئة وثمانون درجة من الأمس إلى اليوم فقد يكفي ما حدث إلى الآن
اسمي الآنسة سما ده أولا أما ثانيا أنت كان ممكن تقولي على فكرة كنت ممكن ادور معاك على حل لأني حبيتك ومكنش هيكون عيب لكن العيب أنك تستغفلني وتوديني لوالدتك علشان تهين كرامتي أنا وعيلتي كلها
تقدم منها يحاول أن يلتقط كف يدها لتعود بجسدها للخلف ونظرت له ثم ابتسمت بسخرية قائلة له بتهكم 
أنت مفكر إني هسيبك تعمل اللي كنت بتعمله قبل كده واسيب نفسي ليك تاني... ليه شايفني عبيطه وبايعه نفسي للدرجة دي
تعلثم بحديثه وتفكيره أيضا وهو يجيبها قائلا
أنا مقصدش اللي فهمتيه أنا بس محتاج فرصة أرجوك ... سما موافقة نتجوز ودلوقتي لو تحبي بعيد عن

أهلي ومش هيعرفوا بحاجة
نظرت إليه باستغراب ودهشة هل هو الآن يطلب منها الزواج بالسر دون علم أحد من عائلته هل حقا هي هكذا بنظره
أنت شايف إني رخيصة أوي كده يا مصطفى
هل أخطئ في التعبير عن ما يريد زفر بضيق
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 29 صفحات