رواية طبقات بتفرقنا بقلم ندا حسن
من جيب بنطاله بعض من النقود الورقية وألقاها على الطاولة ثم أخذ هاتفه ومفاتيحه من عليها وتركها وذهب وهو في حالة ڠضب وعصبية تحتل كيانه بفضلها منذ شهر كامل تركها خلفه تبتسم لأنها تستطيع التأثير عليه بهذا الشكل الذي جعله سينفذ طلبها فقط لتكون بقربه ومعه.
ممكن أسألك سؤال.
نظر لها بعد أن ترك الأوراق التي كانت بيده ينظر إليها باستغراب قائلا
في ايه قولي
جلست على المقعد أمامه وهي تضغط على يدها ووجهها أحمر بسبب خجلها من هذا الحديث الذي ستقوله
أنت قولتلي بقالك شهر أنك هتيجي ومجتش هو فيه حاجه.
أنا آسف عارف اني اتأخرت لكن والله مش بأيدي حصل شوية حاجات كده وظروف مقدرتش أتكلم وأقول إني عايز أخطب لكن بإذن الله كل حاجه هتعدي وهاجي متقلقيش يا سما أنا عايزك تكوني ليا
ابتسمت له بهدوء وهي تشعر أن هناك خطب ما في حديثه وفي تصرفاته وما هي تلك الظروف التي لا تعرفها شعرت بشيء غريب يحتل كيانه منذ فترة ذلك التوتر والتردد في كل شيء وكل كلمة يقولها جعلتها تشكك في أمره ولكن لتصدق ما قاله الآن حتى لا تسبب في خسارته ربما كل هذه ما هي إلا تخيلات
نطق بتلك الكلمات بدهشة جلية واضحة يسأل شقيقه بعد أن قص عليه ما حدث معه
أيوه حبيتها يا مصطفى زي أنت ما حبيت سما ودلوقتي ماما لو موافقتش على جوازك منها مش هتوافق على جوازي من منة علشان كده أنا عايز أساعدك
نظر إليه بذهول لا يصدق هذه الكلمات التي يلقيها عليه شقيقه فهو يعلم أنه ليس له بالحب وما شبه أنه يريد علاقات نسائية بزميلاته ليس إلا
زفر الآخر بضيق فهو منذ وقت طويل يحاول أن يجعل شقيقه يصدق أنه أحبها حقا ولكن ليس بعد
في ايه يا مصطفى هو حرام ولا ايه والله العظيم حبيتها وهي بتحبني والمفروض أنها مستنيه مني خطوة خطوبة يعني مش هنحب في بعض لآخر العمر صدقت ولا أحلف كمان
مش القصة يا أكنان بس يعني أنا كنت مستغرب بس مش أكتر
طيب وبعدين ... مصطفى أنا عارف أنك هتخاف على زعل بابا وماما وممكن متتجوزهاش لكن أنا مش هعمل كده أنا غيرك ولو محولناش نخليهم يوافقوا البيت ده هيتهد بسببي لأني هخالف كل اللي فيه
تفتكر ممكن نعمل ايه أنت مش شايف محاولاتي مع أمك وبعدين أنت مش هتعرف تعمل حاجه غير بموافقه منهم لأن عمك محمود مش هيديك بنته من غير موافقة أهلك يا ناصح
فكر أكنان في حديثه ثم قال مبتسما
أنا عندي فكرة إحنا ممكن نجيب سما هنا علشان ماما تعرف أنها كويسه وأخلاقها كويسه كمان
ابتسم مصطفى بتهكم قائلا
وأنت فاكر أن سما هقولها تعالي بيتي هتيجي جري دي مستحيل تعملها وفرضا عملتها ماما بالساهل كده تصدق
قولها تجيب منة معاها علشان تكون مطمنة وأنا من ناحية منة هخليها هي كمان تقنعها وهتيجي بس وسيب أمك اهي محاولة
زفر الآخر بحنق ثم هتف بتردد وهو يستند إلى سور الشرفة خلفه حيث يجلسون على الأرضية
مش عارف
وأنا دلوقتي مش عارفه أعمل ايه حاسه أنه مخبي حاجه خصوصا إن أنا عارفه هو قد ايه كان عايز يسمع موافقتي ولما يحصل يقعد كل ده
هتفت سما ب إرهاق بعد أن أخبرت شقيقتها عن علاقتها بمديرها بعد أن اشتد تفكيرها في سبب ل تأخيره ولم تجد نفسها إلا وهي جالسة أمامها تقص عليها كل شيء
ابتسمت منة بخفوت وخجل في آن واحد ثم قالت لها بهدوء معقبة على حديثها
على فكرة أنا عارفه أنكم بتحبوا بعض
عقدت الأخرى ما بين حاجبيها سائلة إياها باستفهام
عارفه عارفه إزاي ... أكنان اللي قالك
تحدثت منة قائلة بهدوء وهي تسرد لها كيف علمت بعلاقتها ب مصطفى
لا ... كنت عايزه ابعت رسالة ل جهاد بعد ما عملت ليا بلوك على الواتساب ... أخدت فونك علشان ابعتلها ولقيت في الشاتات اسم مصطفى المهدي ومبعوت رسالة منه مكتوب فيها وحشتيني أخدني الفضول للشات أنه إزاي مديرك وبيقولك كده يعني وبعدين فهمت بقى ... أنا آسفة مكنش قصدي بس فضولي اللي عمل كده وماحبتش اقولك إلا لما أنت تحكيلي
لوت سما شفتيها ثم هتفت قائلة بتساؤل
واديكي عرفتي ممكن بقى تقوليلي تحليلك للكلام اللي قولته
وقفت منة على قدميها ثم قالت بجدية شديدة
أنا شايفه أنك قلقانه على الفاضي على فكرة لأن لو هو مثلا غير رأيه هيخاف يقولك لا طبعا واحد زيه يعمل اللي هو عايزه لكن هو نيته سليمه ممكن يكون زي ما قال ظروف ولازم تستنيه
ماعنديش حل تاني.
طبقات فرقتنا ولكن
الفصل العاشر
ندا حسن
لم أكن أعلم أن رفض صغير لطلبك
سيجعل عنوانك الفراق!..
حاول بشتى الطرق ولكن لا فائدة حاول باللين والشدة حاول بالقوة والضعف ولكنها وقفت عند كلماتها فهي لم تكن تريد زوجة لابنها أو حبيبة له تسعده وترى ما يريده بل هي كانت تريد فتاة من عائلة ذات شأن في مجتمعهم المخملي كانت تريد فتاة تعلم آخر صيحات الموضة فتاة من فتيات المجتمع الراقي لتتباهي أمام صديقاتها بنسبها المشرف ولكن عندما علمت بما يريده ابنها اڼهارت حصونها وډمرت أحلامها وعندما فكرت مرة أخرى وجدت أن ليس من الممكن أن توافق على هذه المهزلة وأن تأتي بفتاة حي شعبي فقير لتضعها في وسط عائلتها وفي قصر من قصور عائلة المهدي ذات الطابع الراقي وهنا قد وقف عقل مصطفى ولا يدري أي طريقة أو مخرج آخر ليحدثها بأنه سيأتي بها إلى المنزل لتتعرف عليها بعد أن اقتنع بفكرة أكنان شقيقه وقد لانت تعابيرها موافقة على طلبه وقد عمل ذلك على ذهوله ولكن ليس هذا المهم الآن.
أنت اټجننتي يا منة أنت كمان عايزانا نروح بيت منعرفوش
صاحت فيها بحدة بعد أن حاولت معها هي الأخرى مثل مصطفى ليجعلوها تذهب للتعرف على والدته
هتفت الأخرى قائلة بجدية وهي تحاول أن تجعلها ترضخ
بصي أمه متعرفش بعلاقتي مع أكنان ف بالتالي أنت بس اللي هتتعرفي عليها كأنك زوجة لابنها وأنا هكون معاكي علشان ماينفعش تروحي هناك لوحدك ولو حصل وبابا عرف قولي أنك كنت بتجيبي ورق مثلا لمصطفى وأنا روحت معاكي
نظرت
لها سما بدهشة من حديثها والذي قد رتبته في لحظات لتقول
دا أنت أكنان محفظك بقى!
ابتسمت منة ثم هتفت قائلة بلين
ولا محفظني ولا حاجه الحكاية وما فيها أن والدته طلبت من مصطفى تشوفك قبل ما تيجي تخطبك