الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية طبقات بتفرقنا بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 20 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز


... شايفه أنها مش مناسبة عايزه واحده من مكانة اجتماعية مناسبة علشان تتباهى بيها قدام صحابها في النادي
سأله صديقة بدهشه بعد أن استمع إلى حديثه
وأنت استسلمت
ذهب إلى اللوح الزجاجي لينظر منه ثم هتف قائلا وهو ينظر للخارج بهدوء
لا طبعا عمري ما هستسلم أنا بحبها أوي بحبها لدرجة محدش يتخيلها وصعب أستسلم دلوقت لأني علقتها بيا بعد ما اعترفت بحبي ليها مستحيل اسبها بس حتى بابا متردد هو كمان شايف أنه مينفعش يحط أيده في أيد واحد شغال عنده ... مفيش غير أكنان هو اللي ساعدني والله أعلم هو كمان وراه ايه

هتف عمر بعد تفكير قائلا يتساءل بتردد
هتجوزها في السر
أكيد لا أنا مش عايز أخسر أهلي أنا أمي امبارح خيرتني يا سما يا هي والنهاردة طلبت مني اطردها أنا طبعا مس هعمل كده بس دي بردو أمي مهما حصل ... وحتى لو عايز أعمل كده لا سما ولا أبوها هيوافقوا أنت مش متخيل معتقداتهم
طيب هتعمل ايه
مسح مصطفى على وجهة بضيق شديد ثم أردف مفكرا
هحاول معاهم تاني ... هحاول لحد ما يجيبوا أخرهم على فكرة بابا سهل جدا إقناعه المشكله كلها عند أمي.
                                                        
 لو سمحتي افهمي أنا مكنتش داري والله بأي حاجة بتحصل أنا سمعت بس سمعت ولما شفت صدقت حطي نفسك مكاني
نطق بتلك الكلمات في محاولة منه لتغفر له أفعاله الذي هشم قلبها بها ولكنها لم تكن تدري أن قلبه هو الآخر كان فتات أجابته بسخرية متهكمة
أنا مش واحدة من الشارع يا أكنان بيه علشان تلعب بمشاعرك أنت ولا غيرك أنا متربية كويس وعارفه أنا بعمل ايه وياريت لو سمحت تمشي بقى من هنا لأن مش حب اللي هيخليني ضعيفة بالشكل ده واسمحلك أنك تمد ايدك عليا
زفر بضيق شديد فهو لا يعلم كم عدد هذه المرة التي يقول بها كلمات للإعتذار والأسف
أنت ليه مش مصدقه أن قلبي كان محروق أكتر منك أصلا ... أنت موافقتيش تخرجي معايا لما أعرف أنك عند واحد في بيته أنا هعمل ايه لا وكمان اسمعك بتقولي أنك كدبتي على والدك ورحتيله وأهله مش في البيت المفروض أعمل ايه بعد كده ها..
صاحت فيه بحدة وعصبية بعدما ملت من محاولاته التي لن تقبلها أبدا فهي قضت أسوأ لحظات حياتها بين البكاء والحزن بسببه
ده مش مبرر أبدا يا محترم ... المفروض يكون فيه بينا ثقة حتى لو لقيتني معاه في اوضة النوم
 أنا آسف
نظرت له بسخرية بعد أن أقسمت بداخلها أن تجعله يعيش عڈاب أيامها الماضية وقفت على قدميها وجمعت أشيائها ثم هتفت بسخرية وهي تغادره
عن أذنك الجو هنا بقى يخنق آه وابقى سلملي على جهاد
ثم تركته وذهبت ليقسم بداخله هو الآخر أنه لن يتركها إلا وهي زوجته هل حقا يستطيع فعلها..
                                                           
مر شهر كامل على تلك الأحداث في اثنائه حاول أكنان كثيرا أن يعود إلى منة لا يعرف كم عدد المرات التي حاول بها معها فقد كان يحدثها باليوم ما يقارب العشر مرات ولكنها أبت عن الغفران له إلا بعد عڈابه وهو الآن لا يدري أهي حقا تركته إلى الأبد أم أنها تفعل ذلك لتجعله يتجرع من نفس الكأس حدث داخله أنها مهما فعلت لن تكون أقوى من حبه لها سوف يجعلها تعود مهما كان الثمن فهو أحب حقا وهذه المرة كانت من صميم قلبه..
أما هي سعدت كثيرا بما تفعله به سيطرت السعادة عليها عندما تأكدت من حبه لها وأنه إلى الآن لم يمل منها ومن سخافتها وحدتها معه في الحديث فعلته بها جعلتها تبكي قهرا على حبها له وهذه الفعله لم تكن تغتفر ولكنه حاول الاعتذار كثير من المرات وحاول مداواة الأمر ولكنها كانت تحمل كسور بقلبها لما فعله والآن ب إصراره على التكمله بتلك العلاقة علمت أنه جدي وأنه أحبها بكل صدق لتقرر أن تغفر له ولكن رويدا رويدا..
في خلال ذلك الشهر سيطر التوتر على كل خلايا جسدها منذ أن قال بأنه سيأتي لخطبتها ولم يأتي هل عاد بحديثه هل كان يسلي وقته بها هل فكر جديا ورأى أنها لا تناسبه كثير والكثير من الأسئلة التي داهمت عقلها بسبب تأخره فهو قد قال لها أنه سيأتي في أقرب فرصة وليس هناك مانع لأي شيء لما تأخر حقا عزمت أمرها أنها سوف تتحدث معه حتى تنهي هذا الأمر وتغلق عليه أن كان لا يجيد الحديث معها..
بينما هو الآخر كان قلبه مفتور من تأخره رأى كثير من التساؤلات في نظراتها ولكنه كان يتغاضى عنها لأنه لا يملك إجابة ماذا سيقول والدته لا توافق.. هل هو طفل رضيع ينتظر الأذن حاول في تلك الفترة مع والدته كثيرا ولكنها أبت ورفضت بكل الطرق لم يستطيع تغير فكرها ولو لثانية واحدة وقد عاونه أكنان في ذلك ولكن بائت محاولاتهم بالفشل الذريع مع والدتهم ذات الشخصية المتسلطة التي لا يهمها شيء غير المكانة الاجتماعية المرموقة والعائلات الراقية.. 
الشيء الوحيد الذي اجتمع عليه الجميع هو زيارة دينا في المصحة كان الجميع يذهب لزيارتها بعد أن علمت عائلتها بذلك الأمر المغذي وكل منهم يتساءل ما الذي أوصلها إلى هنا. وقد عنفت والدتها نفسها لأنها دائما كانت ترى الإرهاق يرتسم على ملامحها ولكنها كانت لا تبالي الأهم من كل ذلك أنها الآن تعالج من هذا السم الذي يسير في جسدها بالبطيء هذه المخډرات التي ټقتل الشباب وتجعلهم غير واعين لحياتهم كان أول المهتمين بها هو عمر الذي منذ دلوفها إلى المصحة وهو يزورها لدعمها وجعلها تعجل في شفائها بإرادتها وقد ساندته ياسمين والتي عادت العلاقة بينها وبينه إلى طبيعتها ليكون هو مأمنها وهي احتوائه.
وده أنا مش هتنازل عنه لو عايزني بجد زي ما بتقول 
تحدث باستغراب وذهول قائلا
أنت اټجننتي ولا ايه وده أنا أعمله إزاي
ابتسمت بسخرية وهي الآن تراه أمامها يعذب بسببها رفعت الكوب ترتشف منه بهدوء قائلة
ماليش شأن المهم أنك هتشغل كل اللي الشباب المتخرجين من كليات ومش ليقين شغل في حارتنا وفي كام راجل كبير في السن تفتح لكل واحد مشروع يأمن حياته بيه ها تقدر.. يا كده يا كل واحد يروح لحاله
لوى شفتيه بسخرية وهي تملي عليه أوامرها ليهتف بحدة غاضبا من هذا الحل الفريد
منك لله يا منة كان يوم أسود يوم ما حبيتك ... أنا مش عارف هعمل كده إزاي بس هحاول هحاول يا منة هانم
ابتسمت بسخرية مرة أخرى لتجعله يشيط من الڠضب
ولحد ما تعمل ده مش عايزه أشوف وشك السمح ده
زفر بضيق شديد ثم تحدث بعصبية فهي تزيد الضغط عليه في كل شيء تفعله ليتحدث بصوت عالي لفت أنظار الجميع من حولهم
ما تحترمي نفسك بقى يا منة الله قولتلك هحاول يبقى خلصنا وبطلي السماجه اللي أنت فيها دي
نظرت حولها لتجد معظم المتواجدين ينظرون إليهم بينما هو تنهد بعمق ومسح على

وجهة لتنظر إليه قائلة بهدوء
ممكن تهدا شويه ومتعليش صوتك عليا تاني
وقف على قدميه ثم أخرج
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 29 صفحات