رواية طبقات بتفرقنا بقلم ندا حسن
مرة بحياتها وآخر فرصة بحياته عندما لم يجدها وافقت على تلك الزيجة والعريس المقدم لها علم على الفور أنها تريده إلى الآن ولكن هل نيتها صافية من ناحية هل كل ما فعلته أمه بهم لم تعد تتزكره كان يتساءل بحيرة ولكن ليس هناك إجابة ولا يوجد شيء غير الانتظار
بينما شقيقة الذي وقع في عشق جريئة لا تستطيع الصمت عن حقها تعاقبه الآن نيران الشوق والحب الذي كنه في قلبه لها أنتظر عام وخمسة أشهر لكي يحاول تصليح ما أفسدته والدته وهل سيصلح من الأساس لا يدري ولكن هو يعلم أنه لن يتركها إلى أحد غيره مهما كلفه الأمر
جلست نبيلة والدة مصطفى على الكنبة القديمة مهلكة الاستخدام ببعض من البغض والاشمئزاز حيث أنها لم تتغير كليا فقط تغيرت من ناحية أولادها حيث أنها تريد راحتهم منذ ذلك اليوم الذي حدثها به عمر بصدق عن حقيقة مشاعرها وما تفعله وقد ازدادت رغبتها في راحتهم عندما فقدت ابنتها الصغرى والتي دائما كان حظها عثر لأنها لم تجد نصائح والدتها أو والدها لأنها لم تجد أحد جوارها من أفراض عائلتها
اشربوا العصير يا جماعة متقلقوش عملينه بميه معدنية
نظر إليها زوجها بلوم وعتاب فهو وقع على عائلة من أغنى أغنياء البلد لبناته قرة عينيه والذي دائما كان يريد لهم أفضل شيء والآن هو بين يديه ولا يريد أن يضيعه من يده بهذه السهولة
تسلم إيدك يا طنط جميل زي حضرتك
بينما علم مصطفى ووالده أن كريمة لم تقل ذلك إلا بسبب والدتهم ونظراتها لمكان معيشتهم
جلسوا بعض الوقت يتحدثون في أمر طلبهم لبنات محمود والذي وافق سريعا قائلا بأنه لن يحصل على عائلة مثلهم ولا أزواج لبناته في أخلاقهم وذلك بعد أن أخذ رأي بناته وعلم بموافقتهم وتم الإتفاق على كل شيء حيث قال أشرف والد مصطفى و أكنان أن كل التجهيزات على أبنائه وأن هذا واجبهم ولكن هو في الأصل يدري بحال محمود ولم يريد الضغط عليه فجعل كل شيء على عائلته
ممكن نبدأ صفحة جديدة.. كأننا لسه لأول مرة بنشوف بعض سما أنا حقيقي آسف على اللي عملته أمي لكن أقسم بالله أنا ما كنت أعرف أنها هتعمل كده وهي بنفسها وافقت أنها تقعد معاكي أنا قولت أنها خلاص وافقت لكن مكنتش أتوقع أنها تعمل كده أبدا سما أنا راجل وقد كلمتي والنهاردة بثبت ده بثبت إني كنت عايزك وهعوزك في كل وقت جاي عليا وعمري ما هسيبك أو أضحي بيك
نظرت إليه بحزن وهي تعلم لما يقول ذلك فقد جرحته بحديثها عنه في ذلك اليوم المشؤوم ولكن جرحها كان أعمق وكرامتها كانت مهانة لم تفكر فيما تقول فقط أرادت استيراد كرامتها
أنا آسفة أنا كمان مكنش قصدي أبدا إني أهين رجولتك لكن اليوم ده كان حقيقي صعب عليا أوي علشان كده رديت بالكلام ده وعلى فكرة أي حد مكاني كان هيعمل كده ... أنا قولت أنك علقتني معاك وخلتني أحبك وبعدين سبتني بسهولة وكمان والدتك هانت أهلي وناسي وأنا عمري ما هقبل أن حد يهين أهلي
ابتسم لها بهدوء ورمادية عينيه تبعث الحب والشوق إلى بنيتها ألتقت كف يدها ثم رفعه إلى فمه بهدوء
يعني هنبدأ صفحة جديدة ونعيش الحب اللي اتحرمنا منه..
سحبت يدها منه بتوتر وضغطت على أصابعها بينما أحمرت وجنتيها ك حبة الطماطم قاتمة اللون واردفت بخجل يظهر جليا عليها
على فكرة لو مكنتش عايزه نبدأ فرصة جديدة مكنتش وافقت أنكم تيجوا هنا من الأساس
ابتسم لها ابتسامة صافية تظهر وسامة وجهه ومدى جمال رمادية عينيه الساحرة لتنظر إلى الأرضية بخجل شديد وهي تبتسم أيضا فقد تحقق حلمها الذي لطالما رأته بعيد يبعد عنها ب أصغر مسافة بين النجمة والأخرى
قال لها بخبث وعشق وهو يرفع وجهها إليه حيث وضع أصابع يده أسفل ذقنها ليجعلها تنظر إليه
واحشني أوي كسوفك ده ... بكره نمسحه باستيكه
أخفضت وجهها مرة أخرى بخجل أكبر من زي قبل بعد أن وصلت إليها معاني كلماته الخبيثة.
بردو يا منة دي مهما كان أمي مكنش ينفع تطاولي عليها كده
هتف قائلا بجدية وصرامة وهو يعاتبها على تطاولها مع والدته
أجابته بسخرية لازعة قائلة
لا أمك هي اللي تطاول عادي وتقول أننا بنلف عليكم عادي وهنسرق فلوسكم عادي وأننا جرابيع عادي ... تحب أقول قالت ايه كمان علينا
زفر بإحباط ثم هتف قائلا بضيق
يووه هو أنت هتفضلي طول عمرك عنيدة ولسانك طويل كده ولا ايه بالظبط
زفرت هي الأخرى بضيق شديد وقد فكرت بأنه ينزع ليلتهم والتي يجب أن تكون ليلة هادئة ومن المفترض أن يحاول تصليح ما فعلته والدته ليس معاتبتها تجمعت الدموع بعينيها ولكنها صاحت بعناد وعصبية
تذهب تاركه إياه يقف وحده ولكنه قبض على يدها يعيدها إليه مرة أخرى حين استشعر نبرة الحزن الذي تغطيها العصبية ليهتف بهدوء وهو يقبض على كلتا كفيها بحب
معلش أنا آسف مقصدش كل الحكاية إني ادايقت لما اتطاولتي عليها
بقاله أكتر من سنة يا أكنان ومكنش من الباب لطق ... أصلا أنت وهي المفروض تعتذروا على اللي عملتوه
أردف قائلا وهو ينظر إلى تلك العيون العسلية ساحرة الجمال بعينيه قاتمة السواد
أنا آسف ... ننسى اللي فات بقى