الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية طبقات بتفرقنا بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 26 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز


شتيمة وإهانة اتوجهت ليا وليه قبلهم وأنت شوفتي سما قالت ايه قالتلك بالخرف أن صاحب الكشك أحسن من واحد طلع مش راجل واللي هو أنا وده كله كان بسببك وبسبب الطبقات والمكانة والقرف اللي مش هناخد منه حاجه
نظر إليه أكنان وأخفض رأسه فحديث شقيقه صحيح ربما أمن لها خذلتهم مرة أخرى لتكن النهاية بعد النهاية ولكنها وقفت تنظر إليهم بأسى لأنها اوصلتهم إلى هذه المرحلة وهتفت بخفوت

والله العظيم نيتي خير يا ولاد وأنا موافقة والله وخليت أبوكم كمان يوافق والله وغلاوتكم عندي المرة دي بجد
وظلت إلى بعض الوقت تحاول إقناعهم بحديثها الذي اقنعتهم به قبل ذلك. 
كان يضع الهاتف على أذنه وهو يبتسم بسعادة بالغة ثم هتف بسرور
تنور يا أشرف بيه أنت والعيلة كلها ... مع السلامة .. تحصلنا البركة مع السلامة
سألته زوجته كريمة باستغراب قائلة
هو في ايه وشك بينور كده وبعدين مين ده اللي جاي
ابتسم ثم صاح قائلا بسعادة غامرة
أشرف بيه اللي أنا شغال عنده كان بيكلمني بيقولي هيجي بكرة الساعة سبعة هو والعيلة يشربوا عندنا الشاي
قالت بدهشة وذهول غير مصدقة حديثه الذي فسرته على حسب عاداتهم
 ده بجد بس ده ولا يعرفنا حتى جاي ليه..
غمز إليها بخبث قائلا
وهو هيجيب عياله ليه ويقول هشرب عندكم شاي إلا إذا كان بقى..
قالت مبتسمة بفرحة كبيرة
أما ده لو حصل ياختااي هوزع شربات للمنطقة كلها
بينما الشقيقتان استمعوا إلى حديثهم الغير مفهوم بالنسبة إليهم ألم تكون والدتهم رافضة كيف سيأتون الآن ولماذا وبعد عام كامل لما الآن لما.. ولكن سما تذكرت بأن أكنان قابل منة ومصر على تكملة العلاقة معها لتعلم أنه هو الآتي لخطبة شقيقتها بينما هم الاثنين لا يعلمون لو كان الأمر كذلك هل يوافقون أم لا
دلف من الشرفة يزفر بضيق فقد تأخر الوقت وهي لم تعود ولا تجيب على مكالماته فهتف بضيق وتوعد قائلا وهو يحاول مرة أخرى
ماشي يا دينا بس أما ترجعي
قالت ياسمين بهدوء وهي تخرج من الغرفة بعدما نام الرضيع
ممكن يكون الوقت سرقها مع صحابها
أنا هدخل ألبس وأنزل أشوفها فين دي اتأخرت أوي وكمان المشكلة مش بترد
طيب ماشي بس خلي تلفونك معاك علشان لو جت
لم يستطع إجابتها بسبب رنين هاتفه الذي تعالى ليجيب عليه ويأتيه الرد من على الناحية الأخرى ثم فجأة صړخ پعنف قائلا وهو غير مصدق لما استمع
 ايه.. أنت بتقول ايه...
طبقات   فرقتنا   ولكن
الخاتمة
ندا   حسن
أترك لك زمام الأمور من هنا إلى هنا
أنا ملك لك أنا أهواك ثم أعشقك 
نزل الخبر عليه كالصاعقة وكأنه أصبح بلا عقل بلا تفكير بلا قلب ينبض بلا أطراف يتحرك بها لا يعلم إن كان الخبر حقيقي أم لا ولكن كان هناك شيء يقول له أنه حقيقي فهي تأخرت كثيرا هو لا يحبها حب رجل لزوجته وحبيبته بل حب المعاشرة الزوجية الذي جمعته معها ولكونها أم طفله خرج من تفكيره العقيم على يد زوجته وهي تحاول أن تفهم ما الذي يحدث ليسرع في ارتداء ملابسه ثم خرج سريعا وهو يقص عليها ما أتاه في الهاتف على عجلة من أمره
بينما هي جلست بعد رحيله بحزن يظهر على ملامحها من هذا الخبر المؤلم جلست بجانب الرضيع تنظر إليه بشفقه ففقدان أحد أبويك من أصعب الأشياء الذي من الممكن أن تمر بها وهو فقط رضيع لا يدري شيء
تأكد من حقيقة الخبر عندما رأى جثمانها وسيارتها المحطمة والتي لم يكن هناك أحد سواها في ذلك الحاډث المريع تأثر كثيرا من هذا الحدث ورؤية جثمانها هكذا به كدمات وچروح جعلت عينيه ټنزف دموع بلا توقف إلى أن فاق مما يفعله وحاول تمالك أعصابه ليقف مخرجا هاتفه من جيبه حتى يحادث أهلها والذين كانوا حزنهم لا يضاهي شيء وبالأخص والدتها التي فاقت من غيبوبة الطبقات الاجتماعية مؤخرا بعد أن خسړت أحد أبنائها إلى الأبد غيم الحزن على الجميع بسبب ۏفاتها والتي أتت بسبب قيادة سيارتها بسرعة متهورة لتندب والدتها حظ ابنتها العثر دائما وهي تنوح في المنزل بين جمع من النساء يتوافدون للعزاء.
دلفت لتراه جالس على مكتبه بهيبته الرجولة الطاغية بلحيته النابته بجمال وجهه النحيف كم اشتاقت إلى حديثه معها وكم اشتاقت إلى تواجده بيومها لا تنكر أنها ذابت فيه عشقا وإلى الآن وهي تعشقه وترى عشقه وندمه على فراقها
وقف على قدميه فور أن رأها تدلف إليه المكتب غير مصدق عينيه بأنها هنا ولكنها حقا كانت معه نظر إليها ب اشتياق كبير يخرج من رمادية عينيه وجميع ملامحه أخر مرة رأها بها لم تكن منذ زمن بعيد ولكن النظر إليها عن قرب شيء أخر أما ذلك فكان تخفي ورؤية من بعيد ينظر لها الآن وبعقله يقول أن رؤية بنيتها كحياة أخرى بالنسبة له لقد نسى حزنه على شقيقته وما حدث بعائلته بمجرد رؤيتها
أخرجته من تحديقه بها قائلة ببعض من الخجل التي تريد إخفائه عنه لتتحدث بهدوء ونبرة تلائم الموقف
البقاء لله يا مصطفى بيه
رسم على ملامح وجهه الهدوء وأشار لها أن تجلس على الأريكة ليجلس مقابلها قائلا بهدوء كما كانت عادته
ونعم بالله
نظر إليها وحاول التحدث مرارا وهو يجمع الكلمات في رأسه وعندما كان يود الحديث وقفت قائلة بجدية حتى لا ينفتح باب النقاش بينهم
أنا كنت جايه أعمل الواجب بس حضرتك والموضوع مش متحمل كلام
ثم خطت خطوات بسيطة إلى الباب تاركه إياه ينظر في أثرها وقفت أمام الباب فجأة واستدارت له سائلة إياه بعد أن تذكرت شيء
والدك كلم والدي وقاله أنه جاي عندنا ليه
ابتسم بسخرية ثم هتف قائلا وملامح الحزن ترتسم على وجهه 
المفروض إننا كنا جاين نخطب لكن دي سخرية القدر مننا ... أختي ماټت
نظرت له بحزن ولم تستطيع أن تجيب على كلماته فصاح مرة أخرى قائلا بلين وتوسل انتوا استنيتوا سنة اتمنى تستنوا شويه كمان لحد ما الظروف دي تعدي والمرة دي كلام جد يا سما ... أنا عارف أن كان في عريس متقدملك من يومين ولسه مردتيش لو رفضتي هعرف أن دي دعوة بتقولي أنك لسه عايزاني زي ما أنا عايزك
ابتلعت ريقها بهدوء فهي من الأساس رفضت تلك الزيجة بالأمس ولكن لتتركه هكذا من دون أخباره صاحت بهدوء وهي تذهب
عن اذنك
ثم تركته وذهبت تركته يفكر هل ستوافق وتنتظر أكثر من ذلك أما أنها لا تقبله الآن بعد كل ما حدث.
حاډثها أكثر من مرة بعد أن أرسلت له تقوم بواجب العزاء ولكن من بعيد حتى لا يعتقد أن هناك مجال للقرب مرة أخرى لم تكن تريد أن تجيب مكالماته أبدا ولكن إصراره جعلها تحادثه وأيضا بعد أن علمت من شقيقتها أنهم كانوا سيأتون إلا أن مۏت شقيقتهم منعهم عن ذلك بسبب الحزن الذي غيم عليهم جميعا
مر أربعة أشهر وكل شيء على ما هو عليه لا تواصل بينهم ولا أي شيء آخر منذ أخر مرة لكل شخص رأى بها الآخر وإلى الآن ليس هناك أي جديد سوى الإنتظار
حيث أن مصطفى كان يدعي ربه دائما أن تنتظره بعد تنتظر آخر
 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 29 صفحات