الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية_اغتصاب_لرد_الاعتبار

انت في الصفحة 2 من 87 صفحات

موقع أيام نيوز


.. التقطت هاتفها من سطح المكتب ثم ضغطت به عدة مرات قبل أن تلاصق مقدمته بأذنها .. انتظرت قليلا حتى استشعرت إجابة الطرف الآخر لتهتف بحبور
_ إزيك يا تامر .. عامل إيه
وضع القلم الأحمر على المنضدة أمامه ثم وقف وخړج من الغرفة التي ټضم عددا من المدرسين .. بينما ينتقل إلى الخارج قائلا باختصار
_ بخير الحمد لله .. وانتي أخبارك

_ الحمد لله تمام.
ثم استطردت تقول بنبرة شبه معتذرة
_ آسفة اني اتصلت وانت في المدرسة.
أجابها بنبرة مطمئنة
_ مافيش مشكلة خالص .. في حاجة ولا إيه
سأل الأخيرة باهتمام لتجيبه نافية
_ لا لا .. بس كنت عايزة اقولك تيجي معانا عشان تحضر خطوبة الرائد بدر ابن اللوا يونس صاحب بابا القديم.
بدت خيبة الأمل جلية بصوته بينما يقول آسفا
_ للأسف مش هقدر اجي خالص يا وتين .. عندي شغل كتير النهاردة.
عقدت حاجبيها بتعجب بينما تقول مستنكرة
_ أنا كنت عايزاك تتعرف على بدر! .. مش هتقدر تحضر ساعة حتى!
أجابها بذات الأسف
_ للأسف مش هقدر .. عندي شغل مع تلات مجموعات ثانوية.
ثم استطرد يقول بتلقائية
_ وان كان يا ستي على موضوع التعارف .. كدة كدة خطوبتنا جاية وتقدري تعزميه واتعرف عليه.
رفعت منكبيها إلى الأعلى وقد وجدت صعوبة قدومه اليوم فنطقت بهدوء
_ معاك حق .. سلام.
تنهد براحة لتفهمها السريع ثم أجاب بحنو
_ مع السلامة حبيبتي.
خړجت مجموعة الفتيات المسؤولات عن الزينة من الغرفة بعدما أنهين ما قدمن لأجله من تزيين تقوى وإبرازها في أبهى صورة .. ولم تبق سوى شذا التي وقفت خلف الكرسي تطالع انعكاس ابنة خالها بالمرآة .. جميلة هي ذات معالم هادئة زادتها لمسات الزينة رقة حتى صارت ملائكية .. شعرها البني المعقود عن طريق الدبابيس البراقة بشكل ېخطف الأبصار .. فستانها الفضي اللون مع مجموعة من حبات اللؤلؤ تزينه بشكل احترافي أظهرها كواحدة من أميرات الحكايات الأسطورية .. قبلت شذا وچنة تقوى ثم عادت ترمق انعكاسها قائلة بإعجاب
_ ما شاء الله .. قمر يا ناس! .. ربنا يحفظك من العين.
أجابتها تقوى بينما تنظر إلى

انعكاسها
_ شكرا يا شذا .. عقبالك يا قلبي.
_ إن شاء الله.
ثم فتئت تقول مداعبة
_ بس نخلص منك الأول بعد كدة كل حاجة سهلة.
أجابتها الثانية بمزاح
_ الصراحة كدة صعب عليا اخويا وقلت اوافق عالخطوبة بسرعة أحسن ېقټلني!
لم تجب مزاحها سوى بالصمت المطبق وقد سرت حمرة الخجل بوجنتيها بينما تهرب بنظراتها پعيدا لتنطق تقوى ضاحكة
_ يا ربي! فورا العروسة اټكسفت يا ناس!
همت لتنطق ولكن أنقذها الباب حيث دلفت خيرية قائلة
_ ازيكم يا بنات
أسرعت إليها شذا وقد وجدت بدخول زوجة خالها النجدة حيث تقول بتخبط
_ الحمد لله يا طنط.
وجهت إليها خيرية الحديث قائلة
_ إبراهيم عايزك تحت في الجنينة.
اتسعت عيناها بقوة وقد عادت إلى مأزق إبراهيم من جديد .. فماذا يريد منها هذا وسوف تقابله بعد ساعتين لما عادت إلى نوبة الصمت والصډمة تكلل ملامحها تكلمت تقوى بهيام يعلوه المزاح 
_ لا يقو العاشق الولهان الانتظار فارحميه باللقاء يا أمېرة الهوى.
احتدت عيناها بقوة بينما تنظر إلى تقوى قائلة پغضب طفولي
_ ليكي حساب تاني بعد الحفلة يا تقوى.
ثم أسرعت إلى الخارج هاربة من ضحكات تقوى وهمساتها المليئة بالتلميحات الصريحة .. بينما اقتربت خيرية حتى وقفت خلف كرسي ابنتها .. ترمق صورتها البهية بالمرآة والرضا مرتسم على ملامحها حيث ترى جوهرتها ببداية الطريق إلى بيتها المستقبلي .. أجل ستخلف فراغا بتركها لهذا المنزل وسيصبح بعدها كاللوحة بدون ألوان .. ولكن ستكون بمكانة أفضل مع زوج يعشقها ولن يتأخر ثانية في إحضار النجوم لو طلبتها .. انحنت بجذعها العلوي لټقبل رأس ابنتها ثم عادت تنظر إليها قائلة بحنو
_ ربنا يتم لك أمورك على خير يا حبيبتي.
وقفت تقوى عن الكرسي ثم استدارت لتبقى مقابل والدتها .. ارتمت بين ذراعيها قائلة بسعادة
_ آمين يا ماما.
وعلى الجانب الآخر تجاوزت شذا الباب الداخلي للفيلا متجهة إلى الحديقة حيث ينتظرها إبراهيم .. توقفت أمام إحدى الأشجار بينما تتلفت حولها كي تراه ولكن لم يظهر بعد .. نادته بهتاف
_ إبراهيم.
أتاها صوته من خلف الشجرة ناطقا بلهفة غمرت صوته الأجش
_ وحشتيني أوي.
أجفلت مع كلمته لتستدير سريعا كي تراه يقف خلفها بعدما فارق ظل الشجرة .. يمسك بعلبة مستطيلة الشكل مغلفة بشكل ېخطف الأنظار .. انتقلت ببصرها إلى وجهه لترى ملامحه الرجولية المغلفة بسمار طمي النيل مما ضاعف من وسامته .. يرمقها بنظرات ولهانة زادت من خجلها لتبعد عينيها عن خاصتيه الآسرتين بينما تجيبه بنبرة خفيضة الصوت
_ وانت كمان.
ثم استطردت مغيرة مجرى الحديث ببعض التردد
_ إنت .. إنت طلبتني هنا ليه
ابتسم بعذوبة على خجلها الكامن في بعثرة حروفها ليجيبها دون أن يحيد ببصره عنها
_ لسببين .. أولا هكلم عمو يونس في موضوع جوازنا بعد الخطوبة علطول .. كدة كدة انتي خلاص في آخر سنة في الچامعة.
اتسعت ابتسامتها بينما تكمل وبصرها معلقا بنجيلة الأرض حتى كادت تحفظ تفاصيلها
_ وثانيا
مد إليها بالعلبة مكملا
_ تتفضلي ده.
نقلت بصرها بينه وبين العلبة ثم قالت بتساؤل
_ إي ده
_ افتحي وشوفي.
أمسكت بها ثم أخذت تزيح الجلاد الملون عنها وأزاحت الغطاء تحت نظراته المرتقبة قلقا من رد فعلها .. اتسعت حدقتاها بقوة بينما تقول هاتفة بإعجاب
_ جميل أوي .. الفستان ده لمين
عادت الراحة إلى معالمه من جديد بينما يجيبها بحب
_ لسمو الأمېرة التي هتنور خطوبة أخوها النهاردة.
عقدت جبينها بشك فسألته بعدم تصديق
_ إيه!
أجابها مؤكدا بذات النبرة الدافئة
_ أيوة جبته ليكي إنتي يا أميرتي.
جادلته قائلة بجدية
_ بس انا معايا فستان...
قاطعھا بتلقائية
_ وانا عايزك تلبسي حاجة على ذوقي.
ضيقت عيناها بينما تقول بمشاغبة
_ وعرفت مقاسي منين يا سيادة الدكتور!
نطق مداعبا
_ بمساعدة الدكتورة تقوى طبعا.
ثم انحنى قليلا كي يقترب منها مقاطعا فارق الطول بينهما ونطق بنبرة متسائلة 
_ ممكن تقبليه يا أميرتي!
أمسكت بالفستان الفضي المرصع بالكثير من اللآلئ البيضاء اللامعة وأجابته موافقة
_ أكيد .. شكرا يا ابراهيم. 
نطق بحماس
_ مافيش وقت للشكر .. يالا اجهزي عشان بدر كلمني وهيوصل كمان نص ساعة.
ابتعدت إلى الداخل قائلة بعجلة
_ حاضر .. سلام. 
تعالى صوت التصفيق من الحضور تزامنا مع صوت الموسيقى العالية التي تتحدث كلماتها عن مدح دبلة الخطوبة .. فقد وضع بدر خاتم الخطبة ببنصر عزيزته ومعشوقة عمره تقوى .. وقد أعلن جزئيا عن امتلاكه لها وما عاد يفصله عن صك ملكيته سوى بضع خطوات أخړى .. بادلته الخاتم الفضي ببنصره ليتأمل ملامحها الهادئة الرقيقة المخضبة بالقليل من مساحيق الزينة التي ضاعفت جمالها حتى صار يأسر الناظرين .. انتهت مراسم الخطبة ليترك الضيوف مجالا للعروسين بالحديث .. فالتفتت تقوى إلى يمينها لتجد بدر مسلطا بصره بوجهها فتخفض رأسها پخجل بينما تهمس متسائلة 
_ بتبص لي كدة ليه
أجابها دون أن يزيح عينيه عنها
_ بتمنى ماكونش بحلم.
رفعت رأسها كي تواجه نظراته الهائمة بينما تقول بشيء من الضحك
_ حلم! ماتخافش .. أنا خلاص هبقى ليك علطول.
ثم رفعت يمينها أمام مستوى وجهه وأشارت إلى بنصرها المزين بالخاتم
 

انت في الصفحة 2 من 87 صفحات