العطار وبناته السبعه
إليها خديجة وردت بما أنك تعرفين كل شيئ فلن أخفي عليك شيئا كل ما قلته صحيح وقد سمع الأمير عن جمالكن وأدبكن فألح علي ليذهب لرؤيتكن
وأعجبته ياسمينة وأحبها حتى طار النوم من جفونه والله ما توقفنا عن المجيئ إلا حرصا أن على سمعتكن وإحتراما لوصية أبيكن الشيخ صالحفرحت زينب وقالت إذا فأنتم لا زلتم ترغبون فيها
إبتسم وقاللقد مدحكن الناس لكن نسوا أن يضيفوا الجرأة والشجاعة وهذا ما يجعلني أرغب أكثر في الزواج من أختك الصغيرة ولأني أحببت العيش معكن فسأزوجكن لأفضل رجالي وهكذا بإمكاننا أن نتسامر معا في المساء ونغني ونلعب لعبة الإختفاء في دهاليز القصر ومن يختفي هناك لن يجده أحد
بل من يخفق لها قلبه وتطير لها جوارحه أما الآن سآتي معك وأحمل هدية إلى أختك لنعتذر على غلظتنا معها وخذي لإخوتك من تلك الحلوى فلا يوجد مثل طعمها والمرة القادمة لا تخرجي سآتيكن مرة في الأسبوع لأطمئن أنكن بخير
وكانت أحد الجارات قرب النافذة ولما نظرت إلى الزقاق اي للشارع تسائلت من هذه المرأة فهي تبدو من ذوي المال والجاه وقالت في نفسهاسأصعد إلى السطح وأطل عليهم في السقيفة وأسمع ما تقول !!!
حضنت خديحة ياسمينة وقالت لهالا أريدك أن يبكين مرة ثانية لما يرجع أبوك صالح سنأتي لخطبتك أنت وأخواتك
فتحته البنت بلهفة فوجدت داخله عقدا من الذهب منقوش عليه إسمها ففرحت ووضعته في رقبتها
قالت خديجة أما الآن سأنصرف
ولما خرجت فتحت الجارة باب دارها ومشت ورائها وخاطبت نفسها لا بد أن أعرف من هي هاذه المرأة تبعتها حتى رأتها تدخل القصر هتفت وقالت هذا رائع لن يكون صعبا عليها أن تجد رجلا مناسبا من الأعيان لابنتي
والويل لها إن لم تفعل فهي لا تعرف قبح لساني ولا تعرف ڠضبي وشرارتي ومكري وسوف أفسد كل شيئ
رجعت القهرمانة خديجة بعد ايام لزيارة البنات وفي يدها قفة مليئة بالهدايا ولما وقفت أمام باب دارهن اطلت عليها الجارة وقالتأعرف لمذا تجيئين إلى هنا وسأصرخ وأجمع الجيران
ردت تعالي عندي للدار فلم تجد خديجة بدا من الدخول
نادت الجارة لإبنتها فأقبلت ولما رأت المرأة صاحت أمي منذ متى ندخل الناس من الشوارع
ڠضبت خديجة وقالت لها وجهك يبدو جميل لكن لسانك قبيح ألم تجدي شيئا آخر لتصفيني به
ردت الجارةأعذريها فهي لا تعرفك حسنا لقد سمعت أن بنات صالح سيتزوجن وسيكون مؤسفا أن تبقى إبنتي دون زواج !
قالت القهرمانة لقد كنت تتجسسين علينا إذا لا بأس أكتمي ما سمعته وسأدبر الأمر ما رأيك في طباخ القصر ستشبع إبنتك من طعام الملوك أو ربما البستاني فستمرح في حدائق القصر وتأكل العسل المصفى
لكن البنت قالتما دام الحال كذلك فأنا أريد الزواج من الأمير
أجابتها القهرمانة إنه يحب ياسمينة بنت التاجر
هتفت إبنة الجارة في سخرية آه تلك الفتاة التي تلعب بالعرائس وماذا فيها ما يعجب
قالت خديجة على الأقل لا تذكر جيرانها بالسوء مثلما تفعلين أنت المهم فكرا جيدا وبإمكاني أيضا أن أقترح عليكما رئيس الحرس أو المغني فهو وسيم يحسن الضړب على العود لكن قبل ذلك يجب أن تعلمي إبنتك الأدب فالقصر ليس زريبة بهائم لا شك أنك تعلمين ذلك
ثم ذهبت إلى دار صالح وهي تتعجب من خسة تلك الجارة وإبنتها اللعېنة فأحقر عبيدها لا يرضى بها زوجة لقبح لسانها
لم تكن خديجة مرحة كعادتها ولما سألتها البنات عن سبب ڠضبها حكت لهن عما حصل مع جارتهن فضحكن وقلن لها لا تهتمي بها فمشاكلها كثيرة مع كل الجيران لهذا لم يخطب إبنتها أحد رغم جمالها الساحر Lehcen Tetouani
غطت الجارة نفسها برداء وذهبت إلى عجوزة الستوت كما كانو يسمونها من قديم الزمان وأخبرتها قصتها وطلبت أن تدبر لها حيلة ليترك الأمير ياسمينة ويتزوج إبنتها
قالت لها الأول أريد أجرتي مسبقا فأنا أعرف شدة بخلك فأخرجت من حزامها صرة من الدنانير ورمتها لها فهزتها في يدها وهمست إسمعي جيدا ما ستقومين به وحكت لها عن حيلتها الماكرة.
ظهر السرور على وجه الجارة وقالت يا لها من فكرة ليس فقط تصبح إبنتي أميرة بل أيضا يفسد زواج بنات صالح وتسوء سمعتهن في الحي ولما يرجع أبوهن سيضربهن بقسۏة وسأستمتع أنا بصياحهن لم أنس سخريتهن من حذائي القديم وماذا يفهمن من حسن التدبير
طرقت الجارة الباب فأجابت ياسمينة من هنا
قالت لقد أرسلتني خديجة وطلبت مني أن آخذك لدار مسعود فهو من أصدقاء الأمير وسيأتي لرؤيتك بعد قليل
ومن كثرة الشوق لم تفكر ياسمينة في أنها حيلة وذهبت معها دون علم إخوتها ولما وصلتا إلى دار مسعود
قالت له الجارة لقد أعددت لك عصيدة حارة بالفلفل الأحمر لكني نسيتها على الطاولة سأرجع لإحضارها هل يمكنك ترك البنت بعض الوقت عندك
قالبالطبع أدخلي يا إبنتي وسآتيك بشيئ تشربينه
كان للشيخ ولد وسيم يحب الضحك واللعب لما رأى ياسمينة فرح وقال لها مارأيك أن نلعب الشطرنج
أجابته لا مانع لدي وكانت تأمل لا يتأخر الأمير كثيرا
أما الجارة فجملت إبنتها وألبستها الذهب والحرير وأخذتها إلى القصر وطلبت مقابلة الأمير محمود وأعلمته أن ياسمينة تقابل في غيابه إبن مسعود الخياط وهي الآن في داره.
إحتار محمود وإشتد غيضه ولم يتريث أو يحاول فهم الحكاية فقال للحرس جهزوا عربتي وسأرى هذا الأمر بنفسي وأركب الجارة وابنتها معه وطوال الطريق وهو ينظر إليها فلقد سحره جمالها وهيئتها التي تشبه الأميرات.
ولما وصل إلى الدار طرق الباب ففتح له مسعود لكن الأمير صدم حين رأى ياسمينة تلعب مع الولد وتضحك معه بعد قليل رأته فجرت إليه بفرح لكنه دفعها في صدرها
وقال لها إبتعدي عني فلا أريد أن أراك بعد الآن لا أنت ولا إخوتك هل فهمت
عندما ذهب الأمير بدأت ياسمينة تبكي وتشهق فوضع مسعود الخياط يديه على كتفيها وقال لها لا تبكي فهذا الولد لا يستحقك وهو مغرور ويعتقد أنك أحد خدمه ما رأيك ان أزوجك إبني برهان لقد رأيت أنكما تليقان ببعض فأنتما تحبان الضحك والمرح
مسحت ياسمينة دموعها ولمحت برهان ينظر إليها بإعجاب وڤضحت عيناه ما في قلبه لكنها لا تزال تحب الأمير محمود رغم قسوته