قصه زوجه السلطان
انت في الصفحة 2 من صفحتين
وقار وسکينة فدهش الحارسان من هدوءه وقالا إن السلطان يرعد ويزبد وما نظنه إلا قاتلك وها أنت ذاهب الى حتفك بكل هدوء !!!
ابتسم الوزير وقال بسم الله الرحمن الرحيم قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا إعلما أن الملوك لو اجتمعت بكل جبروتها على أن يغيروا أمرا قد قدره الله عز وجل فلن يكون إلا ما شاء الله .
يأبى الله تبارك وتعالى إلا أن يجري المقادير بأمره لا بأيدي خلقه ولولا ذلك لفسد نظام الكون وانفرط كما تنفرط قلادة اللؤلؤ .
قال السلطان لقد شهد هؤلاء الأربعة الثقات قيامك بچريمة بحق السلطانة وفي الشرع فأن قضية لا تقبل الشهادة إلا بأربعة عدول وبما أنك محصن أي متزوج فقد حكمنا عليك پالقتل ولن ينفعكما لا أنت ولا السلطانة الإنكار لوجود شهادة الأربعة.
قد أذنا لك إلتفت الوزير الى الشهود الأربعة وقال هل تقسمون على أنكم شاهدتموني وأنا ارتكب الفعل المحرم بالسلطانة نفسها
قالوا نعم شاهدناها بأعيننا هذه هي السلطانة لا غيرها في أي يوم رأيتمونا معا
لقد رأيناكما وهنا الټفت الوزير الى السلطان وقال قد سمعت يا مولاي شهادة الشهود وسمعتهم وهم يحلفون أنهم شاهدوني مع السلطانة في بيتي مرتين خلال الأسبوعين السابقين وها أنا الآن أطلب إليك يا سيدي أن تزيل اللثام عن غلامك الأبكم ..!!!!
فالغلام الذي رافقه كظله طوال الأسبوعين الفائتين لم يكن سوى زوجته السلطانة !!!
وقف الجميع مدهوشين حائرين أمام ما يجري
ثم قال الوزير تذكر يا مولاي أني وهبتك الغلام وهو زوجتك المتنكرة منذ أول يوم تم طردها من القصر فأسألك بالله يا مولاي هل فارقتك لحظة
انخرست ألسنة الشهود ودحضت حجتهم بعد أن كانوا أصحاب اليد الطولى ثم واصل الوزير كلامه
طلبت مني يا سيدي أن أخلصك من الوشاة الكذابين في حاشيتك وقد وجد هؤلاء الوشاة في مبيت زوجتك في بيتي بعد طردك إياها مرتعا خصبا لأكاذيبهم وافترائاتهم ولكي أقطع عنهم مصدر البهتان عمدت منذ أول يوم الى إعادة زوجتك إليك لتخدمك بثوب الغلمان وقد بانت لديك رعاك الله شمس الحقيقة وبرائتي وزوجتك من التهمة براءة الذئب من ډم يوسف واتضحت لديك نوايا القوم وخبث ما انطوت عليه سرائرهم والحمد لله أولا وآخرا .
ثم رميهم في السجون لشهادتهم الزور ثم اعتذر من زوجته ووزيره وشكره على حسن صنيعه وبراعة تدبيره .
وصدق الله العظيم يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا.