قصه الغابة المسحورة
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
يحكى عن العمدة وزوجته وابنهما نبيل يعيشون معا في بيت كبير يقع قرب الحقول في القرية وقد كبرا سن العمدة وزوجته وأرادا أن يتزوج ابنهما كي يفرحا به ونصحا له بأن يختار ابنة عمدة من أصدقاء الأسرة وقد عرف نبيل ابن العمدة بالشجاعة والإقدام والفروسية وإجادة ركوب الخيل وأحبه سكان القرية لعطفه عليهم وحبه لهم
وذات يوم قال له أبوه ابني العزيز لقد أتى الوقت الذي ينبغي أن تتزوج فيه وإني أرى أن تتزوج ابنة الشيخ مصطفى صديقي وهو عمدة لإحدى القرى وأستحسن أن أرسل إلى أبيها لأخطب لك ابنته لأني أعلم أنها كريمة الخلق متعلمة وقد ربيت تربية كاملة ولا ينقصها شيء مطلقا
ولكن العمدة خاف أن يذهب ابنه وحده وعرض عليه أن يرسل معه أحدا من أقاربه أو أصدقائه أو حارسا قويا من حراس القرية
كان نبيل قوى الجسم معروفا بالشجاعة حسن الحيلة فطمأن أباه حتى سمح له بالذهاب وحده في رحلته وقال له اذهب يا بني وسأؤجل التكلم في موضوع الخطبة حتى ترى خطيبتك بنفسك وترجع من رحلتك وأرجو ألا يطول غيابك.
فى الصباح التالي استيقظ نبيل مبكرا في الفجر واستعد استعدادا تاما لحسن التطواني لرحلته وقد لبس بدلة قديمة ممزقة رمادية اللون وترك حصانه ولم يأخذ معه شيئا من النقود الذهبية. واكتفى بأخذ عصا غليظة يستند عليها في الطرق الصعبة ولم يحمل معه في رحلته غير هذه العصا.
فقال لهما إن الفتاة التي أريد أن أتزوجها يجب أن تحبني وأنا ألبس خرقا قديمة. وإن الفتاة التي لا تحبني إلا إذا لبست أحسن الملابس وأغلاها لا أعد حبها لي حبا صادقا إني أريد أن تشاركني في فقرى قبل أن تشاركني في غناي.
أستمر يمشى في طريقهحتى رأى راعيا كبير السن يرعى قطيعا من الغنم وهو جالس في الظل تحت شجرة كبيرة ليتناول طعامه. فذهب إليه نبيل وسلم عليه فدعاه الراعي ليأكل معه فشاركه نبيل في غذائه اليسير شاكرا له دعوته
فحذره الراعي من ساحر خطړ شرير يعيش في غابة مسحورة سوداء قريبة من الجبل وقد لحظ نبيل أن الراعي حزين والحزن ظاهر على وجهه فسأله لماذا أراك حزينا أرجو أن تذكر لي ما تعرفه عن ذلك الساحر وألا يكون قد أصابك منه ضرر
هز الراعي رأسه بحزن وقال