الأحد 24 نوفمبر 2024

وصيته لامه

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز


سُرّت جداً بذلك المشط ، كان يُضفّر لها شعرها في جديلتين صغيرتين ، كانت تخجل عندما يفعل لها ذلك وتبتسم بحياء وتقول : لست صغيرة على هذا أيها الولد ، فلتُنهي ذلك !
كان يرد : عندما يُعجب أحدهم بكِ فستشكُريني ، عندها ټغرق في ضحكٍ عميق ..
كنت أراه من خلف ذلك الضحك ينظر لها كطفل ما زال في السادسة من عمره !

 

حقاً كان يُحبها ، وجداً

لا أعرف ماذا قصد عندما أخبرني بأنه يريدني أن أعتني بها ؟!!
في الواقع هو  يفعل كل شيء ، أخبرني بأن وقت خروجه وعمله يستثقله عليها بأن تكون فيه وحيدة 
كنت أستغرب كيف يجد وقت لكل ذلك ، فقط كنت أنا أساعدها في تناول وجباتها وأخذ أدويتها ، هذا كل دوري.

أحببت علاقته بها جداً ، كان مُتعلق بها وهي أكثر ، كان يستيقظ في الليل على الأقل ثلاث مرات لينقلها من جانب لآخر ، حتى لا تُصاب بقُرح الفراش وليطمئن عليها.

كان مع كل مُناسبة يُحضر لها ملابس جديدة ، ويُشعرها بجو تلك المناسبة بمساعدة التكنولوجيا ..  
وفي أحد المرات كان قد نسي إحضار حفاضاً لها ، وعندما استيقظ ليلاً للإطمئنان عليها شم رائحة غير جيدة ، فعرف أنها قد أطلقتها على نفسها !!

كانت تبكي جداً وتقول : آسفة ، حدث ذلك رغماً عني
كان مُنهمكاً في تنظيفها وهي تبكي وتقول : أنت لا تستحق مني ذلك ، هذا ليس جزاءً لائقاً بك ، أدعو الله أن يُعجّل بما بقي لي من أيام.

أخبرها قائلاً : أفعل ذلك يا أمي بنفس درجة الرضا التي كنتِ تفعليها بي في صغري !!

وبكيتُ ليلتها كثيراً جداً

هذا الرجل فعلاً رزق

أنجبت منه ولد ، تمنيت أن يكون مثله في كل شيء ، فحملته وذهبت به عند جدته ووضعته في حضنها وقلت لها : أريده مثل ابنكِ ؟
ابتسمت وقالت : صغيري هذا رزق لي ، والرزق بيد الله عزيزتي ، فادعِ الله أن يُربّيه لكِ .

كانت حياته كُلها بِرّ وبركة وخير ، لم يتذمر منها قط ، لا أمامي ولا أمام غيري ..
كانت رائحته تفوح بالبرِّ بأمه ، حتى ظننتُ أنها تكفي جميع العاقين .

هذا الإبن البار هو : الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي

نحنُ لا نقص القصص لينام الأطفال بل ليستيقظ الرجال والنساء  ..🍃

                  ـ•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•ـ.                     ـ┓━━━━🕌🕋🕌━━━━┏-
❤️ آلَلَهّمًَّ صّلَ؏مًحًمًدٍ وٌآلَ مًحًمًدٍ ﷺ ❤️
ـ.   ة┛━━━━🕌🕋🕌━━━━┗

                         ┈┅•٭❤️❤️٭•┅┈

انت في الصفحة 2 من صفحتين