الأحد 24 نوفمبر 2024

قصه الحامى حرامى

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز


من قبل...
فلما حضر الإسكافي قال له القاضي عندي قربتين منذ مدة وضعت فيهما بعض الأوراق والمستندات والآن أريد أن أطلع عليها فهل تستطيع فتحهما ثم خياطتهما مثلما كانا فنظر إليهما الإسكافي وقال لا شك أن الذي خاطهم بهذه الطريقة إسكافي جيد وقدير فقال له القاضي وأنت ألست إسكافيا جيدا وقديرا فقال له أنا أيضا جيد وقدير وأستطيع فتحهما وإغلاقهما مثلما كانتا فقال له القاضي افتحهما إذن وغدا تعال وهات معك عدتك وإقفلهما وإياك أن تتكلم عند قريب أو بعيد فقال الإسكافي سمعا وطاعة يا حضرة القاضي وأخذ الإسكافي يحاول ويحاول حتى استطاع فتح القربتين ثم وضعهما على جانب من الغرفة وإنصرف فقام القاضي وأفرغ ما تحتويه القربتان من أموال وجواهر وعقود وصكوك ووضع مكانها في اليوم الثاني قواقع بحرية وزجاج وقطعا من الحديد والصفيح وجلس ينتظر الإسكافي وعندما وصل أخذه إلى غرفة خاصة وقال له لا تخرج من هنا إلا بعد أن ينتهي عملك وتعيدهما مثلما كانا فقال الإسكافي سمعا وطاعة . وأخذ الاسکافي یعمل فیهما حتی انتهی من عمله ثم نادی علی القاضي وقال له تفضل يا حضرة القاضي هل تريدهما بهذا الشكل فقال القاضي عافاك الحقيقة أنك إسكافي شاطر نعم أريدهما بهذا الشكل وأعطاه القاضي أجرته و اجزل له العطاء وأوصاه بكتمان السر وودعه وخرج الإسكافي وأعاد القاضي القربتين إلى مكانهما ووضع السجادة عليهما وكأن شيئا لم يكن.

وبعد شهر أو أكثر بقليل رجع الحجاج ورجع معهم التاجر وأحضر للقاضي هديته وسأله عن الأمانة فقال له القاضي أمانتك في الحفظ والصون أنها مكانها ولم يمسسها أحد فأخذها التاجر وشكر القاضي وذهب إلى بيته ووضعها أمامه وأخذ يقلبها يمينا وشمالا وينظر إلى ثقل القربتين فوجد أن ثقلهما تغير وحجمهما تغير فراودته الشكوك ثم قال في نفسه بما أنني قد وصلت لماذا لا أفتح قربة وأنظر فيها فإن بعض الشك إثم فأحضر سکينا وشق القربة الأولى فوجد فيها زجاجا وحديدا وقواقع بحرية وأصدافا و قطعا من الصفيح فشق الثانية فوجدها مثل الأولى فتعجب التاجر مما شاهد وقال هل القاضي سرقني هل القاضي حرامي إنها فعلا مصېبة وبأسرع ما يمكن ذهب التاجر إلى القاضي وأخبره فتعجب القاضي وقال له كيف يحدث هذا القربتان في مكانهما مثلما وضعتهما وجدتهما فكيف يحدث هذا فقال له التاجر ها هما معي أنظر إليهما فقال القاضي ولماذا لا تكون أنت الذي بدل ما فيهما ثم أتيت تتهمني فقال له التاجر أنا لا أتهمك ولكني أعرض الأمر عليك فقال له القاضي أنه أمر عجيب ولا أستطيع تفسيره فقال التاجر وماذا أفعل الآن قال القاضي لا أدري ليس عندي لك جواب فخرج التاجر وهو حزين على أمواله وأموال غيره
 

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات