مدينة النحاس التى بنتها الجن لسيدنا سليمان
ندب أيضا الأمير موسى بن نصير
مناديا فنادى
في الناس وقال أمر الأمير أن من ذهب وصعد إلى أعلى السور أعطيته ألف دينار فبرز رجل آخر من الشجعان
وقال أنا أصعد إلى أعلى السور فأمر الأمير أن يعطى ألف دينار
فقبضها وعمل فيها كما عمل الذي تقدمه ووصاه الأمير وقال له
لا تفعل كما فعل فلان وأخبرنا بما تراه ولا تنزل إليهم وتترك
وصفق بيديه وألقى نفسه وكل من في المعسكر يصيحون له ويقولون لا تفعل
فلم يلتفت إليهم وذهب فسمعوا أيضا أصواتا عظيمة ثلاثة أيام ولياليها ثم سكنت.
فقال موسى بن نصير أنذهب من هاهنا ولم نعلم بشيء من علم
هذه المدينة وبماذا أكتب وأجاوب أمير المؤمنين
وقال من صعد أعطيته ديتين فانتدب رجل من الشجعان وقال أنا أصعد فشدوا
إلى المدينة فامنعوني ففعلوا ذلك وصعد الرجل فلما أشرف على المدينة
فحينئذ يأس الأمير موسى من أن يعلم شيئا من خبر المدينة وقال ربما يكون في المدينة
جن يأخذوا كل من طلع على المدينة .
وأمر عسكره بالرحيل وسار خلف المدينة فرسخا أو نحوه فرأى ألوحا من
مدينة النحاس بنتها الجن لسليمان بن داوود عليهما السلام
موقع كل الايام
كتابة بالحميرية كل لوح مقدار عشرين ذراعا
فيها أسماء الملوك والأنبياء والتابعين والفراعنة والأكاسرة والجبابرة
ووصايا ومواعظ وذكر النبي صلى الله عليه وسلم وذكر أمته وشرفه وشرف أمته ومالها عند الله عز وجل من الكرامة.
وكان معه من العلماء من يقرأ تلك اللغة فنسخوا ما على تلك
الصورة على صورة رجل في يده لوح من نحاس وفي اللوح مكتوب ليس ورائي مذهب فارجعوا ولا تدخلوا هذه الأرض فتهلكوا
فقال الأمير موسى بن نصير هذه أرض بيضاء كثيرة
الأشجار والنبات والماء فكيف يهلك الناس فيها
وأمر جماعة من عبيده فدخلوا تلك الأرض حتى وصلوا الى ناحية الشرق
كان سليمان بن داود حبس ولدي في هذه البحيرة فأتيته لأنظر ما حاله.
قلنا له فما بالك قائما على وجه الماء
قال سمعت صوتا فظننته صوت رجل يأتي هذه البحيرة
في كل عام مرة فهذا أوان مجيئه فيصلي على شاطئها أياما ويهلل الله ويمجده.
قلنا فمن تظنه قال أظنه الخضر عليه السلام ثم غاب عنا فلم ندر أين أخذ.
فأمر موسى أن ينزلوا حولها ويبيتوا