قصة جديده بقلم ندا
هيبقى فيه كلام اكتر من كده ربنا معاك ويكون نصيبك أحسن من نصيبي.
بصيت ليه بذهول وهو ماشي معقول فيه ناس لسة بتفكر في غيرها فيه ناس لسة بالطيبة دي ابتسمت ودخلت من البوابة وجوايا توتر غير طبيعي الوضع آمن لكنه غير مريح بع ما انتهى التفتيش والتحقيق لمدة ربع ساعة على أول بوابة دخلت وانتظرت إسمي يتنادى عليه...
دخلت القاعة وبصيت على كل زاوية فيها كانت كبيرة لدرجة مقدرتش اتخيلها تقريبا عمري ما شوفت مكان اوسع من كده انبهاري كان باين على وشي وإختفى بمجرد ما سمعت صوت الشخص اللي قاعد على المكتب وبيقولي أقعد.
مديت ايدي ليه وفتح ال CV وبدأت أراقب ردود أفعاله مع كل صفحة بيقلبها لحد ما قفله بدأ يسألني شوية أسئلة رسمية وكنت بجاوب بكل ثقة لحد ما وقفت عند سؤال خلاني أحس إن خلاص حلمي مش هيتحقق وكان السؤال هو
_ معاك واسطة
_ بصراحة يا فندم لا لكن معايا الأحسن منها
_ متوقع إنك هتتقبل
_ تقريبا مفيش أي مكان بتتقبل فيه غير بواسطة لكن خليني اشوف إيه الأحسن من الواسطة اللي قولت عنه.
_ تفتكر مين غير ربنا
_ كلامك ده سمعته كتير قبل كده وللأسف مينفعش هنا ربنا معانا كلنا لكن دي قواعد وقوانين شغل لازم تتنفذ.
_ ملفي أكبر وأعظم واسطة بعد ربنا يخليني أتقبل في أي وظيفة قولي انهي قانون نص على إن المواطن المصري لازم يكون معاه واسطة عشان يتقبل في وظيفه في بلده
_ بتطردني عشان بتكلم جد وده الصح
قاطع كلامي الملف بتاعي وهو طاير في وشي وكل ورقة فيه وقعت قدام عيوني نزلت على ركبتي ولمېت ورقة ورقة واخدت الباقي من كرامتي والملف في إيدي وخرجت برا المبنى خالص...
شعوري في اللحظة دي مش قادر اوصفه اتمشيت كتير جدا ومحسيتش بۏجع رجلي لحد ما لقيت نفسي قصاد البحر قعدت على صخرة كبيرة وبصيت للموج وهو بيضرب في بعضه ونزلت دموعي ڠصب عني حلمي راح وحلم أبويا راح تعب سنين عيشت ادرس فيها عشان الحظة دي بقى في الأرض هي دي مصر!!
كان فيه زمان جار ليا في بيتي القديم مچنون لبسه مبهدل ريحته وريحة الأوضة اللي قاعد فيها لا تطاق بيخرج ياكل من الشارع ويرجع يشرب حجر معسل وينام ويصحى تاني يوم يكرر نفس يومه والأطفال كانت بتستقبله بأسوء الألفاظ والمعاني اللي بتتقال لأي شخص مچنون...
الطوب اللي في الشارع كان بيحوشه في جيبه عشان يضرب بيه اللي بيضربه دماغه من كتر الإصابات أصبحت تعبانه وكله بسبب الناس اللي بتجري وراه بالطوب كنت بخاف منه وهو ماشي ليإذيني رغم إني معملتش ليه أي حاجة...
وفي يوم من الأيام كنت قاعد في بيت جدي وهو جاي يشتري معسل كعادته رجعت كام خطوة لورا لما لقيته دخل عليا في المكان اللي واقف فيه وقالي تعالى وقتها مش عارف أنا قربت منه ازاي ووقفت قصاده رفع إيده اللي مليانه تراب وغير نضيفة بالمرة وقالي
_ أنت في سنه كام
_ في سته إبتدائي ليه
_ بتعرف تقرأ
_ أكيد ده انا شاطر في المدرسة.
مد ايده فوق الشباك اللي قصاده وجاب منها كتب وأوراق وقالي
_ أنا كمان بعرف اقرأ إسمع.
بصيت ليه وأنا مذهول وقولت
_ أنت بتعرف تقرأ إزاي
_ وبقرأ انجليزي وفرنساوي كمان.
كنت مصډوم ومش مصدق كلامه لحد ما قرألي فعلا كلام مفهمتوش لأن بالفرنساوي وبعدين مشي قعدت مكاني استوعب اللي حصل وكل يوم بيعدي ومش قادر انسى اللي شوفته لحد ما سألت بابا عنه وقالي أنه كان متفوق في دراسته وكل سنه بيطلع من الاوائل لكن بسبب ان حلمه اتدمر وموصلش ليه اټجنن...
كنت أوقات بحس أنه بيمثل أنه مچنون أصل إزاي شخص مچنون هيعرف يقرأ اللغات دي لحد ما صحيت في يوم على خبر ترحيله لمستشفى العباسية للصحة النفسية...
كبرت ودخلت ثانوي وبدأت اذاكر لحد ماجه أول يوم العيد كنت واقف مع زمايلي قصاد بيتي ولمحته خارج من الشارع بتاعي استغربت أنه لسة عايش لكن انبسطت ملامحه كبرت