انيسة لها في وحدتها وهي التي تقضي اليوم كله في وحدة تامة وانعزال عن الناس..
وبعد عدة اسابيع اتصلت ام الدكتورة عليها وقالت لها انا عايزاكي تستأذني من المستشفي وتيجي النهاردة بدري.. النهاردة جالك عريسين واحد دكتور شافك في المعمل والتاني مهندس كان شغال في الخليج.. ظبطي حالك واشتريلك هدمتين حلوين قبل ماتيجي..
فقالت لها الدكتورة والله ياامي من ساعة مادخلت علينا الست الكبيرة دي والبيت اتملا فرحة.. مين كان يصدق ان احنا نكسب قضية الارض اللي بقالنا عشرين سنة في محاكم وقضايا عليها.. مين كان يصدق ان انا اترقي وانا عندي تلاتين سنة وابقي نائبة مدير المستشفى.. واديكي النهاردة بتقولي جايلي عريسين اختار منهم رغم سني اللي بيبقى فيه الفرصة ضعيفة جدا في الجواز..
في اليوم التالي اتصلت إبنة المرأة العجوز وهي تبكي وتقول والنبي يادكتورة انا عايزة امي.. انا هاجي اخدها دلوقت انا عرفت قيمتها.. من يوم مافارقتنا والمصاېب نازلة ترخ علي دماغنا.. ابني اللي هو عندي بالدنيا كلها راقد في المستشفي دلوقت مابين الحياة والمۏت.. وجوزي اتحبس بعد ما عمارة سكنية كان بانيها وقعت على السكان وموتت نصهم.. انا جاية دلوقت آخدها ومش هفارقها ابدا..
جاءت الابنة تقبل يد الأم وقدميها وهي تبكي في مشهد مهيب وترجوها ان تسامحها .. فما كان من الأم الا ان عاملتها بغلظة وقالت لها انتي مين.. ابعدي عني.. ونادت للدكتورة وقالت لها حوشيها عني يابنتي هي مين دي..
وجدت الابنة سکينا علي المنضدة فأعطته لأمها وقالت لها اقتليني وريحيني.. اقتليني يمكن ربنا يسامحني على اللي انا عملته فيكي وينقذ ابني.. لانه هو مالوش ذنب..
رمت الام السکين في الارض واجهشت
بالبكاء وضمتها في حضنها وهي تقول اقټلك ازاي وانا روحي متعلقة فيكي.. اقټلك ازاي وانا مقدرش اعيش من غيرك يوم واحد..
لملمت الأم أشياءها وودعت الدكتورة وامها وسط دموعهم وقبلت الدكتورة من وجنتيها.. وشكرتها علي حسن استقبالها وقالت لها متعيطيش انا كدة كدة جايالك كمان أسبوعين علشان احضر فرحك..