الغابه المسحوره
هناك وسيلة للتخلص من السحر. ففي هذه الغابة حجرة سرية بها صندوق معدني يحتوي على مرآة سحرية. ولكنني لم أر تلك الحجرة منذ أخذني إليها. وإن نظرة إلى تلك المرأة غيرتني إلى صورة القطة التي تراها الآن. وإن الطريقة الوحيدة التي أستطيع بها الرجوع لصورتي الأولى هي الحصول على تلك المرآة وأنظر فيها ثانية وأقول الكلمة السحرية التي يرددها الساحر ثلاث مرات فيزول السحر.
النصف الثاني والنهايه
وأقول الكلمة السحرية التي يرددها الساحر ثلاث مرات فيزول السحر
وفي هذه الغابة طريق موصل إلى الحجارة البيضاء التي توصل إلى الحجرة السحرية. هذا كل ما أعرفه وما أستطيع أن أخبرك به. فسألها نبيل أخبريني من أنت وكيف كان شكلك عندما جئت إلى هنا هزت القطة البيضاء رأسها وقالت أحضر المرآة السحرية أولا واعرف الكلمة السحرية التي بها يزول السحر إذا كنت سعيد الحظ. وفي ذلك الوقت سترى صورتي على حقيقتها وستعرف كل شيء عني.
اعتادت عيناه الحياة في الظلام بالريف فلم يخف ونظر حوله فرأى باب في آخر المغارة من بعيد فاتجه إلى ذلك الباب وفتحه فوجد هناك رجلا يلبس كما يلبس الأمراء ويجلس ظهره إلى الباب وهو ينظر في صندوق وضع أمامه على المنضدة الطرابيزة. لم يلحظ الرجل نبيل ولم يره. وقد اعتقد نبيل أن هذا هو الساحر عينه فوقف ساكنا لا يتحرك وسمعه يردد الكلمات الآتية ثلاث مرات أت سرب أت سرب أت سرب. ثم رأى الرجل نفسه بعد مدة قصيرة قد تحول إلى قزم كبير السن نحيف الجسم. أقفل القزم الصندوق الذي على المنضدة ثم وقف فرأى نبيلا وقابل نبيل الساحر الشرير وجها لوجه بكل شجاعة. ذهب الساحر إلى الصندوق ليفتحه ويخرج منه المرآة السحرية فوجده مقفلا. وكان مفتاح القفل معلقا بخيط حول رقبته. وحينما فتح الصندوق بالمفتاح وأخرج المرآة منه تذكر نبيل ما قالته القطة البيضاء عن المرآة السحرية التي في الصندوق. وقد فكر الساحر في أن يجعل نبيل ينظر في المرآة ليحوله إلى صورة أخرى ويتحكم فيه ويسيطر عليه. عرف نبيل ذلك جيدا ولم يخطف المرآة منه خوفا من أن تكسر وهو يريد أن يحصل عليها بكل وسيلة ليحول القطة البيضاء إلى صورتها الأولى وينجيها من الاستعباد ويعيد إليها الحرية.
أخذ القزم القبيح المنظر المرأة السحرية في يده وزحف ببطء جهة نبيل وأراد أن ينظر إليها نبيل ليسحره ويجعله عبدا من عبيده وخادم من خدمه. وقد استعد نبيل للقبض على القزم بذراعيه القويتين وأخذ المرآة السحرية منه. ولكن حينما اقترب القزم منه صدمت رجله في حجر فوقع على الأرض وسقطت المرآة السحرية من يده على الحشېش قبل أن يقبض عليه نبيل. أراد نبيل أن يلتقط المرأة من الأرض ليطمئن على أنها لم تكسر ولكنه سمع صوتا عذبا يحذره ويقول له لكي تحافظ على نفسك لا تنظر إلى المرآة! لا تنظر إلى المرآة! نظر نبيل فوق رأسه لترى صاحب الصوت الذي ينصح له فوجد على غصن الشجرة التي في المغارة طائرا جميلا جسمه مغطى بالحرير الأبيض وفوق رأسه نقاب برقع عروس. زحف القزم نحو المرآة وأراد أن ينتهز الفرصة ويأخذها ونبيل مشغول بالنظر إلى الطائر ولكن الطائر قال لنبيل أسرع وخذ المرأة قبل أن يأخذها الساحر واحذر أن تنظر إليها. فخطڤ نبيل المرآة السحرية والتقطها من الأرض قبل الساحر ووضعها مقلوبة على المنضدة ثم تفرغ للقزم وأمسك به من رقبته وقال له أخبرني عن الكلمة السحرية التي بها يزول السحر عن القطة البيضاء وعن هذا الطائر وأعطني المفتاح الذي حول رقبتك وإلا قتلتك. امتنع القزم في البدء ولكنه خوفا على نفسه عرفه الكلمات
التي بها يزول