رواية بقلم داليا الكومى
مع ذكاء ادهم وقوته حولوا الاموال الطائلة والسلطة اللي كانت لديهم لامبراطورية قوية لها اسمها...
هذه الشقة التي فتحت ابنته فمها ببلاهه عندما رأتها كانت شيء عادى وبسيط بجانب ما كان يراه في قصر البسطاويسي عند ذهابه الي هناك... كان دائما يستمع الي حكايات الموظفين في الشركه عن فخامة قصرادهم... الحكايات المبالغ فيها التى كان يستمع اليها كانت تقول ان صنابير المياه في قصر البسطاويسي صنعت من الذهب وان مقابض الابواب زينت باحجار كريمه... هو كان يذهب الي القصر بصفه مستمره لكنه لم يدخل الي الحمامات يوما ليتأكد من كلام الموظفين لكنه كان يعلم أن الحكايات فيها الكثير من المبالغه ...هكذا طبع بعض الناس يبالغون في الوصف حتى يختلط الواقع بالخيال....
الوعى عاد لهبه عندما رأته يغلق الباب...سألته بعدم فهم .. بابا احنا بنعمل ايه هنا ....
سلطان تجنب النظر في عينيها وقال.... احنا هنعيش هنا
الصدمة التي تلقتهاهبه كانت عڼيفة ...لدرجة انها لدقائق تخشبت وفقدت القدرة علي الكلام.... وعندما اخيرا استاطعت الكلام ...كان صوتها منخفض مبحوح.... بابا انت اكيد بتهزر....
انسي اي حاجه غير ان اسمك هبه سلطان ابراهيم...حتى مدرستك انا نقلتك منها لمدرسة تانية ...خلاص يا هبه ...عيشتنا هتبقي هنا....
من الطبيعى ان اي فتاة اخري كانت ستشعر بالفرحه وتنبهر بالمكان ولا تهتم بكيفية حدوث تلك المعجزة ....لكن عقل هبه ابي ان يرحمها .. عقلها العنيد ملىء بمليون سؤال وسؤال.... بابا فهمنى بس..ازا..
اخرمره يا هبه هنتكلم في الموضوع ده .. انا هقلك اللي لازم تعرفيه وبس...انا عملت خدمه لادهم بيه فكان قصادها انه كافئنى وسمحلنا نعيش في الشقه دى وناخد بالنا منها لحد ما امورنا تتحسن....
بدات تتعود علي فخامة الشقة تدريجيا...بعد زوال الصدمة ...انزاح الضباب عن عقلها وبدات في التركيز... الشقة الضخمة تحتل طابقين كاملين من المبنى ويربط بينهم سلم داخلي ... الطابق العلوى يحتوى علي ثلاث غرف نوم اشبه بالاجنحة لكل غرفة حمام خاص بها وصالون وملحق بكل غرفة غرفة اخري صغيره تحتوى علي ارفف عرفت فيما بعد انها تسمى غرفة الملابس...
بدون تفكير اختارت لنفسها احدى الغرف الصغيرة التى لها حمام خاص بها وسلطان اخذ الغرفة الصغيرة القريبة منها والتي كانت بدون حمام
هبه نظرت اليه بړعب.... لا يا بابا ازاي وافرض صاحب الشقة رجع لاي سبب ...خلى الدور اللي فوق جاهز ومتوضب لصاحبه واحنا خلينا تحت ده حتى غرفتى من فخامتها وجمالها مش قادرة اصدق انى هستعملها....تفتكر يا بابا مش المفروض نستعمل غرفة المطبخ
سلطان هز راسة بشده ... ايه يا بنتى اللي بتقوليه ده......بكره هتفهمى كل حاجة وغرفة المطبخ من بكره في خدامه هتيجى تعد فيها تنضف وتطبخ....
هبه عينيها اتسعت... صدمة اخري اضيفت الي سلسلة الصد ماټ السابقة.... خدامه.. امال احنا شغلتنا ايه هنا ....ضيوف
سلطان ظهرت الحيرة علي ملامحه لبعض الوقت ثم اجابها .... شغلتى اخد بالى من البيت واللي فيه في غياب صاحبه... وانتى شغلتك تزاكري وتنجحى ....كمان نسيت اقولك انا من النهارده اترقيت في شغلي البيه الله يكرمه خلانى امين مخزن من مخازنه ...المخزن قريب من هنا...يعنى في مدرستك الجديدة لما اصحابك يسألوكى بابكى بيشتغل ايه تقدري تقوليلهم مدير مخزن
الدموع ملئت عينيها...فهو يعتقد انها كانت تخجل منه.... انت طول عمرك احسن اب وانا عمري ما خبيت او انكسفت من شغلك انت في نظري احسن اب في الدنيا...
السعادة غمرت سلطان ... الحمدلله ... الحمد لله اللهم ديمها نعمه علينا يارب...
المعجزة التى حولت حياتها لم تنتهى بعد علي الرغم من انها لم تحرج
يوميا من الركوب خلف والدها علي دراجته الڼارية الا انها احست بالراحة عندما علمت ان وسيلتها الجديدة للذهاب الي مدرستها هى الباص الخاص بالمدرسة والذى سيوصلها يوميا ذهابا ايابا..وسيلة امنة ...فخمة ومريحة...
و الاهم كان زى المدرسة الموحد والذي وصل في