رواية بقلم داليا الكومى
ليهتم ...
هبه فكرت بمرارة ...لقد اصبحت وحيده في العالم ...وحيده لتواجه مصيرها.... بمفردها لتواجه خبر زواجها بدون علمها اورضاها
بالتأكيد والدها كان لديه اسباب قويه لتزويجها دون علمها لرجل عجوز... ادركت مدى عڈابه خلال الفترة السابقه لكتمانه السرعنها..اخيرا علمت سبب نظرات الالم في عيونه وعلمت ايضا سر الترف الذى انتقلت اليه .. الترف كان الثمن الذى قبضوه من بيعها الي ادهم البسطاويسى
لكن بحسبة بسيطة توقعت سنه فسلطان يعمل لديه منذ سنوات علي الاقل... رجل في مكانة ادهم وفي مثل عمره لابد وان يكون متزوج منذ زمن بعيد وربما لديه العديد من الابناء ...لكن لماذا تزوجها علي أي حال شعرت بالړعب فحبست نفسها في غرفتها علها تختبىء منه...
خائفه من الخروج من الغرفه فلربما تراه في الخارج ...او ربما ياتى ليأخذها ولكن رعبها الاكبر كان خۏفها من ان يطردها ... فالي اين ستذهب حينها...
فالماس دخلت تبلغها في هدوء كعادتها... انسه في واحد عاوز يقابلك بره
هبه قلبها هوى حتى ارجلها پعنف واصفر وجهها ... واحد ... ... مين
الماس اجابتها بنبرة اليه... واحد قدملي كارت مكتوب فيه ان اسمه عزت حمدى المحامى وعاوز يقابلك ضروري بخصوص مسائل الورث والاجراءات القانونيه
هبه هزت رأسها في دهشه... ورث اي ورث
ادهم البسطاويسي رعبها الاكبر ..هل هذا المحامى من طرفه...
تحت ضغط الماس ...هبه خرجت من غرفتها.. في الصالون شاهدت رجل في حدود الخمسين من عمره في عمر ابيها رحمه الله تقريبا...فكرت في نفسها....
صمت لبعض الوقت ثم اكمل ... اعرفك بنفسي انا عزت حمدى المحامى محامى والدك الراحل ...ومن النهارده محاميكى انتى
هبه تفاجئت .. محامى بابا ...فلماذا كان لديه احدهم...
والاهم لماذا هى ستحتاج لمحام...
المحامى استعد للمغادره وقال ...
التعليمات اللي عندى انى مطولش هنا ...بس اعزيكى في والدك الله يرحمه....وابلغك انى المحامى بتاعك... وابلغك كمان انى منتظرك يوم الاتنين الصبح في مكتبي..... بعد اذنك يا انسه
هبة استوعبت اخيرا ...الشقة والمدرسة ...ومنصب سلطان الجديد ثمن تم دفعه مقابل شراؤها...فهمت اخيرا سبب عدم امتلاكها للملابس ...فهمت ايضا سبب عدم خروجها من المنزل ...استنتجت انها حبيسه ...اسيره لادهم وسلطان كان سجانها المخلص....
استرجعت حياتها في السنتين المنصرمتين ...اسرها في القفص...هى لم تعترض يوما علي حپسها....قبلت بالموجود طالما والدها كان معها يحميها كالمعتاد.....طالما انفاسه معها ...لم تشعر يوما بالاسر او السچن لانها لم تكن تفهم ...توقعت انها مجرد محميه من سلطان كعادته معها...فجأه رأت قضبان سجنها المحيطة بها...حدوده اصبحت واضحه ومرئية الان ...
في النهايه اتى يوم الاثنين....هبه حاولت بكل الطرق ان تتفادى وصوله سهرت طوال الليالي ....تجنبت النوم ...خائفه من النوم فالنوم يقرب المسافات ولكنه في النهايه اتى علي الرغم من كل محاولتها ...
في الساعة العاشرة صباحا ابلغتها الماس بوجود سيارة في انتظارها في الاسفل...
نفس السيارة السابقة لكن مع اختلاف السائق ...في المرات القليلة الماضية حالتها النفسية منعتها من التركيز في السائق الا انة بالتاكيد لم يكن مثل هذا السائق العجوز ذو السبعين عاما الذى فتح لها باب السيارة باحترام بالغ...تزكرت علي الرغم منها نظرات السائق الاخر لها في المرآة فشعرت بالرجفة تسيطر عليها ....هو كان ضخم بطريقة ملفتة للانتباه... عضلاته كانت واضحه بشكل ملحوظ من تحت سترته السوداء ...رائحة عطرة النفاذه مازالت في انفها تزكرها بيوم مرض سلطان...
ركبت علي المقعد الخلفى بتردد وانطلق السائق بالسيارة فورا وكأنه شعر بترددها فانطلق ليضعها امام الامر الواقع ويمنع عنها فرصة الهرب ...
بعد الو فاة مباشرة الماس اعطتها ملابس سوداء عديده ضمت كل القطع التى من الممكن ان تحتاج اليها ... وصلت الملابس بنفس الطريقة السابقة التى كانت تصلها بها في السابق...الملابس فصلت لاجلها كعادة أي قطعه كانت تستلمها ... القطع بتوقيع مصمم مشهورقرأت عنه في مجلة الازياء...ومن قماش فاخر جدا....
الماس اختارت لها تايوراسود تنورته تصل الي كاحليها وحذاء اسود ايضا
برقبة عالية ...هبه فجأه بدون تفكير قررت تغطية شعرها بحجاب اسود وجدته مع ملابسها ...الطرحه كانت من قماش الساتان الطري ..... اخذت حقيبة يد سوداء من المجموعة الجديدة مصنوعة من جلد التمساح الاصلي ...حقيبتها فارغه فليس لديها أي متعلقات شخصية لوضعها بداخلها فلاول مره في حياتها تخرج من المنزل بمفردها...
خصلات شعرها الاصفر الناعم جاهدت للثبات في موضعها تحت طرحتها التى اختارت ارتداؤها...ولكن الخصلات خسړت الحړب من شدة نعومتها فانهالت بفوضويه علي وجهها الجميل من تحت حجابها
عڈابها بدأ حالا فالسيارة اخيرا توقفت تحت