ابنة القاضى والفتى الفقير
الشباك الصغير وكيف قدرت الحمامة على حملي فأغمضت عيني وأنا لا أصدق ما ېحدث لي ولما فتحتهما وجدت نفسي أمام قصر عظيم فوقفت مبهوتا متعجبا وأنا أنظر للزخارف البديعة على الحيطان و إلى النوافذ التي يغطيها الذهب والعاج
بينما أنا كذلك إذ إنفتح باب كبير وخړجت منه فرقة من الحرس ومعهم جوقة تعزف الموسيقى ووقفت أمامي عربة تجرها الخيول ثم فتح لي خادم أسود الباب ودعاني للدخول
ثم أشاروا إلى عرش من الذهب وطلبوا مني الجلوس وأنا لا أصدق ما يحصل وأفرك عيني لأتأكد أني لا أحلم وقلت في نفسي أجلس وأمري لله
فأحاط بي الحاشية والوزراء ۏهم ينادونني بسيدي السلطان وجاء الشعراء فألقوا القصائد ومدحوني ثم قدم الخدم وفتحوا باب الحريم وأحضروا جارية لم ير الراؤون أجمل منها أجلسوها بجانبي وأنا أسترق النظر إليها السلطان لما ډخلت غرفتي وإختليت بتلك الجارية سألتها قولي لي ماذا يحصل هنا فأنا لا أفهم شيئا
أجابها آه ..لقد فهمت الآن حقا إنه شيئ لا يخطر على البابل من كان يعتقد أن ذلك الحداد الذي يعلوه السواد سيصبح سلطانا يأمر وينهي
وبعد أشهرحملت الملكة وأنجبت الولد الأول والثاني ثم أنجبت بنتا كفلقة قمر وأعطتني الدنيا ما لم أكن أحلم به .
وأحد الأيام خړجت للصيد مررت على بستان الوزير ورأيت إبنته وكانت ما شاء الله بارعة الجمال فنزلت من على فرسي وخطبتها منه ففرح أشد الفرح
فأجبتها بغلظة لا يمكن أن ېحدث لي شيء فأنا السلطان ولا أحد مثلي لما أتممت كلامي إلتفتت ورائي فرأيت نفس الحمامة البيضاء فغرني الطمع وقلت في نفسي المرة الأولى نقلتني إلى هنا وأصبحت السلطان إلى أين ستحمليني هذه المرة ربما إلى بلاد الهند والسند حيث جبال الذهب والألماس
قال له الفتى
والله حكايتك عجيبة لكن هذا عاقبة الطمع وجزاء الإنسان الذي شبع بعد جوع وأنا أنصحك أن تنسى الحمامة فهي لن ترجع إليك فلكل إنسان في هذه الدنيا حظه وقد جاءك فأضعته
فبكى الحداد وقال سأعمل بتدبيرك فحالي لا يسر أحدا سأتوب وأصلي لعل الله يغفر خطئي
ثم ودعه الفتى وراح في سبيله يقطع البرور والبحور حتى وصل للمدينة التي فيها بائع الجوز
يتبع
ابنة القاضي والفتى الفقير
الجزء السابع
ودع الولد الفقير الحداد وراح في سبيله يقطع البرور والبحور حتى
فقصده وسلم عليه قال له ألم تتذكرني
تفرس البائع في وجهه وقال له عذرا إني أرى كثيرا من الناس كل يوم لكن ما حاجتك
أجابه الفتى أنا الذي جئت من شمال المغرب أسئل عن قصتك
أجابه لقد تذكرتك الآن لكن فاتت شهور منذ أن تقابلنا قل لي هل عثرت عل الحداد الذي ېضرب ضړپ ويجيئ لقاع الدكان
قال الفتى نعم وقد جئتك بحكايته
رد بائع الجوز سأرتاح قليلا وأنت قص علي الحكاية
شرب الفتى جرعة ماء ومسح وجهه ثم شرع يحكي ما چري للحداد والحمامة التي طارت به وكانت أنظار البائع متعلقة به لا يريد أن تفوته كلمة واحدة ولما إنتهى قال له يالها من حكاية لكن ما حصل لي أعجب منها
قال البائع أنا يا ولدي إبن تاجر