اذكى قاضى
انت في الصفحة 2 من صفحتين
من الضحى وحتى آذان المغرب.
شعر القاضي بتغير حال المؤذن واستياءه فأمر بانصراف المؤذن خارج الغرفة والصديقين وجلس منفردا بالشاب الجار
القاضي أتعلم إن هذا المؤذن مريض نفسي على آخره يتهم أناس
كثيرون بالباطل دون أي جدوى ولا أعلم ماذا أفعل له!
الجار صدقت أيها القاضي إنه دوما يرمي الناس بالباطل
القاضي دعك منه وأخبرني أين تقع مزرعتك هذه
القاضي ومتى ذهبتم للمزرعة
الجار في السادسة صباحا يا سيدي.
القاضي وماذا طهوتم من الطعام هناك!
الجار لقد أكلنا أكل خفيف.
القاضي ومن قام بإعدادها!
الجار صديقي الأول.
القاضي وماذا شربتم بعد الغداء
الجار لقد شربنا قهوة يا سيدي.
القاضي ومن قام بإعدادها
الجار صديقي الثاني.
القاضي وكيف أعد لكم القهوة صديقكم الثاني!
ومازال القاضي يسأله على أدق التفاصيل في زيارته لمزرعته هذه.
القاضي حسنا يا بني يمكنك الآن الخروج خارجا حتى أنهي الدعوى كاملة قبل انصرافك ولكن فور خروجك أرسل إلي بصديقك الأول.
وبالفعل خرج الجار ودخل صديقه وشرع القاضي في سؤاله عن أدق التفاصيل ونفس الأسئلة التي سألها للجار المدعي عليه سألها له وإذا بكامل الإجابات متضادة مع إجابات الجار وكلما سأله سؤالا نفاه أو أثبته على عكس صديقه.
أرسل في طلب الجار وأخبره قائلا لقد اعترف صديقيك بأنهما كاذبين وقد أرسلتهما للسجن جزاء شهادتها زورا أما عنك فسأرسل أمرك للأمير لتنال عقابك
الشاب لم يكن قد فعل الفاحشة بالفتاة ولكن القاضي فعل ما فعله
حتى يضمن حق الفتاة وأبيها المسكين.
القاضي إذا وكيف دخلت للمنزل!
الجار لقد وجدت الباب مفتوحا يسيرا فأغواني الشيطان ودخلت ونازعتني نفسي عنها فأردت فعل الفاحشة بها ولكن الله حماها من نفسي الأمارة بالسوء ومن وساوس الشيطان لمثلي ولغيري