الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية طبقات بتفرقنا بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 9 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز


لذا يجب أن تبتعد عنه حتى وإن كانت.......
أما تلك المسكينة التي كانت تجلس مع والدها أمام التلفاز كانت تجلس بجسدها أما قلبها وعقلها في مكان أخر نعم الاثنين معا الآن تفكر في ذلك المشهد الذي وجدته عليه اليوم مع تلك الفتاة هي حتما ليس لها حق في سؤاله عن ذلك أو الانزعاج منه فهي تعرف تمام المعرفة ماهي مكانتها بالنسبة إليه ولكنها لم تكن تعرف بأنها مخطئة وبخت نفسها مرة أخرى قائلة بأنها لا يجب عليها التفكير به ولا تخطي حاجز المدير والسكرتاريه فهذا هو مكانها.....

وفي مكان أخر بعيد كل البعد عنهم جلس أيضا في شرفة غرفته نادم على ما فعله اليوم يشعر بأنه وصل لأسوأ المراحل في حياته وبعد توبيخ شقيقه له الذي جعله يشعر بالخجل من نفسه وبشدة على ما فعله جلس يفكر بها وما الذي حاول فعله.. هو يعلم أنه لم يكن سيفعل شيء وهذا ما قاله لشقيقه هو فقط كان يريد أن يجعلها تهابه كان يريد أن يجعل الخۏف يدب أوصالها منه ولكن لم يكن يعلم أن تفكيره بهذه الطريقة خاطئ
ما جعله يندم بشدة هو رؤية حصونها ټنهار في أحضان شقيقتها اليوم لأول مرة لم تقف بوجهه وتلقي عليه كلماتها الشرسة شعر بأنه كسر شيء بروحها القوية.. ولكنه لن يصمت إلى هنا أخذ قرار في نفسه أنه سيجعلها تعود كما السابق ليرى الحياة تبتسم له مجددا سيجعلها تتحدث معه ولو كان هذا أخر شيء يفعله فهو الآن أعترف في نفسه بأنه
 وعن هذا المسكين أيضا الذي وقع في حبها من أول نظرة عشق بنيتها ورموشها الكثيفة كان يود لو استطاع أن يعترف لها بكل شيء يكنه لها في قلبه وروحه ولكن ذلك المشهد الذي رأته اليوم بالخطأ جعل الأمور تتراجع إلى الخلف كما كانت في بداية الصفر ولكن على من تتراجع الأمور... هو حتما سيوضح لها رؤية كل شيء وسيشرح لها ما حدث حتى يستطيع بعدها أن يعترف بذلك الحب المحفور في قلبه بأسمها..
طبقات   فرقتنا   ولكن
الفصل   الخامس
ندا   حسن
دائما يرهقنا الحب دائما نشعر بالعجز
عندما نحب هل من ملاذ عند الكره.
دلفت بهدوء شديد إلى داخل مكتبة بعد أن أذن لها بالدخول تحمل بعض الأوراق على يدها ملامح وجهها خاوية من أي تعبير وقفت أمام مكتبة ثم وضعت الأوراق أمامه تهتف بهدوء كما اعتادت التعامل معه
اتفضل يا فندم الملف اللي طلبته
نظر لها بهدوء هو الأخر كما كل مرة ثم وقف على قدميه وتقدم ناحيتها بينما هي تتسائل ما به وقف أمامها مباشرة تحولت ملامحه للانزعاج والآسف في الوقت ذاته ثم هتف قائلا بهدوء بعد أن تنحنح
سما.. احم أنا آسف جدا علشان اللي عمله أكنان مع أختك
 أجابته هي بجمود بعد أن علمت قرار نفسها
خلاص حضرتك الموضوع عدا وبإذن الله مش هيحصل تاني
تنحنح مرة أخرى وهو يريد أن يبرر لها ما حدث مع تلك الفتاة ولكن لا يدري من أين يبدأ فنظر لها مرة أخرى ليجدها تضغط على يدها بشدة وتوتر فصاح هو سريعا بتعلثم محاولا توضيح الأمر كما يريد
أنا.... يعني الموقف اللي.. امبارح لما ډخلتي ولقتيني مع.. البنت ده.....
اردفت سريعا مانعة إياه من استكمال حديثه حتى لا يأخذ مجرى آخر تهتف بجمود وهدوء وهي تتذكر بين الثانية والأخرى حديثها مع نفسها بالأمس
حضرتك ده شيء مايخصنيش وأنت مش مضطر أنك تبرر ليا وكل واحد مسؤول عن تصرفاته
نظر لها بحزن شديد بعد كلماتها تلك وكأنها تقطع أي حبال كان يريد أن يصلها بها فهتف سائلا إياها بهدوء ولكن هناك لمعة غريبة ظهرت في رمادية عينيه
فعلا... يعني أنت شايفه كده..
نظرت لعيونه والذي تغيرت كثيرا عن ذي قبل لتحمر وجنتيها بشدة من ذلك الموقف الذي اوقعها به ولكنها ذكرت نفسها بأنه لا يجوز حدوث شيء بينهم والنهاية محسومة بالنسبة لها وله
أيوه شايفه كده... هو ده الصح حضرتك
توجه مصطفى إلى مكتبه دون أن ينظر إلى عيونها مجددا ثم صاح بعد أن جلس بنبرة خالية من المشاعر
تمام يا سما اتفضلي
خرجت هي أيضا سريعا تتنفس الصعداء وكأنها كانت معه في حرب ليهتف هو بينه وبين نفسه
مش من مرة يا سما هستسلم... هحاول تاني وتالت ورابع لحد ما تعرفي إني بعشقك...
بالرغم من أنه فصل شهر كامل عن كليته إلا أنه أتى ليراها وكما كل المرات نظر لها من بعيد ليراها تجلس مثل كل يوم على تلك الطاولة التي لا تغيرها ولكن هذه المرة لا تمسك الهاتف في يدها أو حتى كتاب كما كل مرة بل تنظر في الفراغ بهدوء شديد وهي مثبته عيونها الحزينة التي عندما تقابلت مع عيونه في الصباح اخفضتهم سريعا ليس خوفا منه هذه المرة ولكن خوفا من الضعف أمام عيونه حالكة السواد التي تجذبها إليه في كل مرة لما تحمله من قوة وجبروت يعجله مختلفا عن الجميع حولها ولكن أيضا تخاف من هذا الجبروت وهذا الغرور الذي كان سيؤدي بحياتها للچحيم
اقترب منها بهدوء وهو عازم أمره على مصالحتها وأن يجعل حبل الصداقة بينهم يمتد ليصل إلى قلبها الذي أراده وبشدة رفعت نظرها لتراه يقف أمامها بشموخ ولكن يغلفه بعض الحزن الذي لم تعرف لما هو أم هو يتصنع ذلك..
وقفت على الفور تحمل أغراضها حتى تذهب من أمامه ولكن هو أردف سريعا
منة محتاج أتكلم معاكي أرجوك متعمليش زي كل مرة
نظرت له بجمود وهي واقفة أمامه تستمع لحديثه الذي كانت تود معرفته وبشدة ولكن صاحت قائلة بحدة وكأنها لم تبكي قهرا بالأمس أمامه
أسمع لا أنا ولا أنت في بينا حاجه علشان تقف تكلم معايا ولا هديك فرصة لكده أصلا وأبعد عن طريقي بقى
أردف مجيبا إياها بلهفه تصرخ بها عينيه حالكة السواد
هيكون فيه يا منة ومش حاجه واحدة بس هيكون بينا حاجات
ركزت نظرها على عيونه مباشرة في محاولة منها أن تعلم ما يقصده بحديثه وهل يفكر بها كما تفكر به... ولكن نفضت ذلك سريعا عن عقلها لتقول له وهي تحاول الثبات
بص... بص أنا خلقي ضيق وعندي ضيق تنفس ماشي فأبعد عن وشي علشان وقسما بالله المرة الجاية هشقك نصين يلا ماشي
غزت الابتسامة شفتيه بسبب حديثها الذي يقول أنها تأتي من حواري لا يسكنها إلا رد السجون والمجرمين وغير ذلك من بشړ لا يعتبرهم بشړ من الأساس
بجد عايز أتكلم معاكي وفكك من حوار عبده مۏته ده 
زفرت بضيق شديد ثم قالت بحدة بعد امتزجت ملامحها بالڠضب
لا دا أنت مچنون بقى... أفتكر إني حظرتك وأفتكر أنك ماضي على تعهد
وقبل أن يتحدث مرة أخرى ليجيب إياها أتت زميلتها جهاد

والتي نظرت ل أكنان بخبث وابتسامة خفية جذبتها منة من يدها ثم سارت بعيدا عنه لينظر في أثرها و يضحك على تلك الطريقة الرجولية التي تتعامل معه بها
صاحت جهاد على الناحية الأخرى سائلة إياها باستغراب
هو ايه اللي حصل وأنا مش موجودة معرفتش أفهم من عبد الرحمن
أجابتها منة بهدوء وهي تقص عليها ما بدر من أكنان بهيمه كما
 

10 

انت في الصفحة 9 من 29 صفحات