الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية طبقات بتفرقنا بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 5 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز


أيضا بهذه الرجفه التي احتلتها وابتسم بهدوء لتأثيره عليها
أشار لها بيده لتجلس على المقعد أمامه وقد فعلت فابتسم لها وهتف قائلا بهدوء
منورة مكتبي يا سما ... احم قصدي يا آنسة سما
نظرت له مطولا وهي تحاول أن تمد نفسها بالشجاعة ومحو هذا التوتر اللعېن الذي يصاحبها في أي موقف
منور بحضرتك
عاد سائلا إياها باستغراب ثم حاول أن يجعل الحديث بينهم تلقائي

بس هو أنت بتعملي ايه هنا ده مش مكتب والدك على فكرة
ابتسمت له ابتسامة صافية كصفاء مياة النهر في ساعة تعامد الشمس عليه
اه ما أنا عارفه... احم أنا جايه لحضرتك في شغل
هتف قائلا بهدوء وهو يعتدل في جلسته ليستطيع اختلاس النظرات إليها بأريحية
قصدك على الموظفين الجديدة
اومأت له بالايجاب ثم قدمت له ملف وهتفت قائلة 
وده ال Cv بتاعي
أخذه منها ثم وضعه جانبا غير مكترس به الآن وصاح قائلا
أنت كنت بتشتغلي ايه
أجابته بهدوء قائلة وهي تنظر إلى رماديته
كنت بشتغل في شركة بردو وكنت سكرتيرة المدير العام لكن لسوء حظي الشركة تقريبا فلست واستغنوا عن نص الموظفين أو تلت اربعهم كمان
ارتسمت ابتسامة خلابة على محياه ثم هتف قائلا
 ده لحسن حظنا يا.. يا آنسة سما لأنك هتشتغلي معانا هنا
ابتسمت له بخجل يكاد ېقتلها ثم أجابته
شكرا لحضرتك
صلت نظره عليها ليلقي بكلماته مكملا حديثه
وكمان هتكوني سكرتيرتي الخاصة
نظرت هي له هذه المرة بتردد ثم صاحت قائلة باستغراب شديد لا تدري كيف تم قبولها بهذه السرعة أو هل هو بدون سكرتيرة حتى تكون أي
سكرتيرة حضرتك
هتف قائلا بخبث يظهر من عينيه قبل أن ينطق به فمه
ايه خۏفتي كده ليه
تحدثت سريعا مجيبه إياه بتوتر ملحوظ
احم لا أبدا ده أكيد شرف ليا حضرتك
ابتسم لها بهدوء ثم أخذ يتحدث معها عن أمور كثيرة في إطار العمل مع اختلاس بعض النظرات لها وخبثه معها في الحديث ليجعل خجلها يظهر بينما هي لم تكن تحتاج لذلك من الأساس فهي تحترق من التوتر والخجل الذي يخرج من عينيها لا تدري لما ذلك فهذه ليست أول مرة لها ولكن هناك خفقان في قلبها يجعلها لا تفكر في إجابة لهذا السؤال ولكن تتساءل لما الخفقان!
    
جلس أمامها على الطاولة عندما وجدها تضع كل اهتمامها في ذلك الكتاب الذي تحمله ولم تشعر بأن أحدهم يقف أمامها ولكن رفعت نظرها سريعا عندما شعرت بأن هناك من جلس معها على نفس الطاولة لتنظر له ولتظهر دهشتها على وجهها عندما وجدته هو بالأخص من يجلس معها وليظهر ذهولها من جرأته وشجاعته ليفعل هكذا!..
 صاحت قائلة بحدة وضيق وهي تشير بيدها ناحيته
أنت إزاي تتجرأ وتقعد هنا كده..
أجابها ببرود غلف ملامحه ونبرته وهو يريح ظهره للخلف ينظر إلى عسلية عينيها
والله لو كنت رديتي عليا وأنا بكلمك كنت هاخد منك الأذن
هتفت بسخرية من حديثه
دا على أساس إني طرشه مثلا ولا أنت بتستغفلني
تنحنح وهو يتقدم منها ثم قال محاولا تصنع الجدية
آنسة منة ممكن تسمعيني
اردفت مجيبه إياه بحدة وعصبية
لا اسمعك ولا تسمعني ويلا قوم من هنا
ضغط على أسنانه بحدة يكاد يخرج عرقه من رقبته بسبب غضبه منها لم يأتي اليوم الذي تتجرأ عليه أنثى ولكن ها قد أتى منذ معرفتها
احمم.... أنا جاي أتكلم معاكي شويه يعن.....
وقفت على قدميها تلملم أغراضها من على الطاولة هاتفه بسخرية وتهكم طاح برجولته
تتكلم معايا ببتاع ايه يا أستاذ بهيمة أنت
وقف هو الآخر ثم قبض على يدها بحدة قائلا
استغفر الله العظيم أنا من ساعة بحاول امسك لساني عليكي وأنت عماله تغلطي
سحبت يدها منه پعنف ثم أجابته بسخرية
لا والنبي سيب لسانك ماسكه ليه.. علشان اقطعهولك لو قولت بس كلمة معجبتنيش
نظر لها بحدة وهو يقبض على يده من فرط عصبيته ولم يجيب على كلماتها فنظرت له بتشفي وذهبت مبتسمة بسخرية على من كان له هيبة يتفاخر بها بين جمع من الفتيات والفتيان أيضا
وقف بعد أن ذهبت ليهتف بحدة قائلا پحقد وعصبية
يا بنت.. وديني ما أنا سايبك وابقي وريني هتعملي ايه ساعتها 
في غرفتها تجلس على الأريكة الراقية والأنيقة تحمل الهاتف على أذنها ثم تحدثت قائلة بهدوء
الو
أجابها الطرف الآخر لتستمع إليه وتعابير وجهها تتغير مع كل كلمة يلقي بها عليها
بقولك ايه أنا مش هعرف اجي النهاردة أكيد مش كل يوم هبات بره
لحظات أخرى تستمع إليه ثم هتفت بضيق
لا بابا مش هيوافق على كده أصلا
هتف قائلا بشيء أخر فقالت بسخرية متهكمة
لا يا نونو الفلوس لما الحاجه تجيلي غير كده لا
أجابته مرة أخرى بعد أن تحدث قائلة
طيب نتقابل يلا سلام
ثم أغلقت الهاتف ونظرت في الفراغ تفكر كيف ستتدبر ذلك المال الذي هي بحاجه إليه لتأخذ ما تريد.
جلست مع صديقتها وابنتها في حديقة منزلها الواسعة التي تحمل كثير من أنواع الأشجار والأزهار مختلفة الأشكال والألوان وبعض من الأشجار تحمل ثمار الفاكهة
جلست تضع قدم فوق الأخرى وتتحدث بأسلوب جعلته أرقى منها بكثير ثم صاحت قائلة وهي مبتسمة تشير ناحية ابنة صديقتها
لا بس يا أسماء أنا ماكنتش متوقعة أنك تحلوي كده دا أنت قمر يا حبيبتي
ابتسمت الفتاة بخجل ثم هتفت مجيبه إياها
ميرسي يا طنط دا من ذوقك بس
ابتسمت لها مرة أخرى ثم تحدثت قائلة باستفهام
وأنت يا حبيبتي في كلية ايه
أجابتها بهدوء تهتف
أنا متخرجة يا طنط وابقى محاسبة
ابتسمت نبيلة باتساع ثم اردفت وهي تعتدل في جلستها
وبتشتغلي يا حبيبتي
أتتها الإجابة كما كانت تريدها تماما
لا يا طنط
لا بقى أنت لازم تشتغلي يا سمسم يا حبيبتي... ايه رأيك تشتغلي في الشركة مع مصطفى ابني دا يتمنى والله قمر زيك كده يكون معاه
صاحت مسرعة تجيب إياها بما تريد أن تقوله أو ما تريد أن تفعله فهذا كان المخطط الخاص بها
نظرت الفتاة لوالدتها الذي هتفت قائلة موجهة حديثها إلى نبيلة بابتسامة
استني علينا بس يا نبيلة بالراحة على البنت
ابتسمت ابتسامة باهته ثم هتفت قائلة
على العموم مصطفى زمانه راجع دلوقتي اقعدي معاه وشوفي كده لو تحبي تشتغلي معاه
دقائق يتحدثون بها في أمور كثيرة وتبدي نبيلة إعجابها الملحوظ بأسماء ابنة صديقتها ثم أتى من كانت بانتظاره
دلف مصطفى إلى الحديقة بعد أن ترجل من سيارته يحمل حقيبته الجلدية ويسير برشاقة واتزان متوجها إلى داخل الفيلا
صاحت والدته مناديه إياه لكي يذهب إليها فتوجه إلى ناحيتها زافرا بضيق لأنه على دراية تامة بما تفعله ولن ينفذه هو أبدا
نعم يا ماما
ابتسمت بوجهه بعد أن وقف أمامها ثم صاحت قائلة
سلم على طنط سميرة وأسماء بنتها وأقعد معانا شويه
نظر بفتور إليهم وملامح وجهه تصرخ بالملل من الأمر ثم تحدث قائلا
أهلا وسهلا يا جماعة منورين.... معلش يا ماما مش هقدر أقعد معاكم علشان عايز أرتاح شويه لأني خارج تاني عن اذنكم
ثم تركهم وذهب دون أن يستمع إلى ردها في حين كانت تنظر له تلك الفتاة التي تدعى أسماء بإعجاب شديد على جرأته في

التحدث مع والدته ورجولته التي تظهر عليه في كل خطوة يخطيها
صاحت والدته قائلة بخجل سببه هو لها
أكيد تعبان من ضغط الشغل
ابتسموا لها بهدوء بينما هي كانت تحترق من الداخل لأنه حړق كل ما خططت له ولكنها لن تيأس بل
 

انت في الصفحة 5 من 29 صفحات