رواية طبقات بتفرقنا بقلم ندا حسن
أقول تعمل ايه ومتعملش ايه
هتف أشرف بحدة أكبر من ذي قبل قائلا
وإحنا ايه مش عجبينك.. أنا مش أبوها ولا يكونش جايبها من الشارع
اشاحت بوجهها الناحية الأخرى وهي تضع الطعام في فمها تاركة إياه يقول ما يريد غير مبالية بحديثه فصاح ولده قائلا بهدوء
معلش يا بابا ماما أكيد ما تقصدش
وقف والده على قدميه پغضب ثم هتف وهو يتجه ناحية باب الفيلا الضخم
أومأ له بالايجاب ثم تحدث لوالدته بعد أن خرج والده بهدوء
لو سمحتي ماتعمليش كده تاني لأن أنت عارفه أنه غلط
ثم حمل حقيبته الجلدية من على المقعد الذي بجانبه وتوجه ناحية الباب ليلحق بوالده بينما جلست هي تتابع تناول الطعام غير مبالية بأي شيء تحدثوا به أو أي شيء قد يحدث
تضع يدها في الماء البارد غير محملة نفسها أي ضغط وحتى لو كان قليل من أجل أبنائها مؤكد تخاف عليهم وتحبهم كثيرا ولكن هناك الأهم يأخذها لتترك كل ما قالوه في مكان مغلق بعقلها لا يفتح إلا عند الندم للتفكير به.
خرجت من كافيتريا الجامعة مع صديقتها الغير مقربة هم فقط أصدقاء عابرين وذلك لاختلاف أفكار كل منهما متوجهين إلى البوابة الرئيسية لتذهب إلى المنزل بعد أن انتهت من جميع محاضراتها
صاحت زميلتها والتي كانت تدعى جهاد بحماس
منه أكيد هنروح الرحلة دي مع بعض صح
لا مش صح أنا يدوب معايا مصاريف مش هتكمل أخر الشهر وطبعا مش هقول لبابا أنا عايزه أروح رحلة وأنا عارفه اللي فيها يبقى بلاها أحسن
هتفت جهاد بعد أن استمعت إلى حديثها وقد ظهر الحزن على ملامحها وفي نبرة صوتها
ايه ده يعني مش هنروح
ابتسمت منة بسخرية ثم اردفت قائلة وهي تصحح حديثها
اسمها مش هروح لكن أنت هتروحي
لا خلاص بلاها خليها مرة تانية
قالت منة بهدوء وهي تلوي شفتيها مدركة ما تقوله
على راحتك
بينما كانت تسير معها ألقت نظرها من دون قصد للناحية الأخرى وقد وجدت ذلك الذي قالت له مهدي بهيمة في الصباح ينظر لها بعيون الصقر فردت له النظرة ولكن ساخرة منه مما جعله يغلي من الڠضب
سألتها صديقتها باستغراب عندما وجدتها تنظر إليه بهذه الطريقة
هتف مجيبه إياها بهدوء
ما هو ده اللي اتخانقت معاه
صاحت تصرخ بها قائلة بذهول وهي لا تصدق أنها تتعدى على أكنان المهدي
وهو في حد مايعرفش أكنان المهدي
نظرت لها منة ثم هتفت ساخرة
أنا ياستي وبعدين يطلع مين أكنان البتاع ده اللي صدعني من الصبح
اردفت جهاد قائلة وهي تتفاخر وتكبر من حجمه أمامها
هتفت منة قائلة لها بسخرية وهي تبغض طريقة تفكيرها
طب ماتبصيش فوق لحسن رقبتك تتلوح وبطلي التفكير السوقي ده
تحدثت ب انزعاج قائلة
ياباي عليك طب سبيني أحلم شويه
وذهبت كل منهم إلى البوابة وخرجوا منها لتذهب كل واحدة إلى منزلها بينما كان ذلك يقف ينظر إليهم ويتوعد لها بداخله لا يدري لما يهتم بها هكذا ولكنه يريد أن يريها من هو البهيمه الذي تعدت عليه من دون أسباب.
دلفت من بوابة الفيلا بعد أن فتحت لها الخادمة تتقدم إلى الداخل ب إرهاق شديد يظهر على ملامحها وفي خطواتها وقفت على درجات السلم لتصعد إلى غرفتها فوجدت والدتها تخرج من غرفة الصالون..
صاحت قائلة ب إرهاق وهدوء وهي تسير لوالدتها
هاي مامي
لم تكترث والدتها بحالتها كثيرا كانت توهم نفسها أن ابنتها تذهب للمذاكرة مع صديقتها ورغم ذلك يتم دفع رشوة ل كليتها حتى لا ترسب في آخر العام
هاي دودو
هتفت ابنتها وهي تصعد
مامي عايزه فلوس بليز بسرعة علشان اللي كانوا معايا خلصوا
أجابتها والدتها بهدوء ونبرة غير مبالية بالمرة
حاضر يا روحي
صعدت ابنتها مترنحة الخطوات إلى غرفتها بينما ذهبت هي إلى المطبخ لتجعل الخدم يحضرون لها قهوتها الخاصة غير مبالية بوجه ابنتها وما عليه من أثار عدم النوم أو ربما غير ذلك ولكن لنصحح فكرتنا عن نبيلة فهي لا يهمها أي شيء غير المكانة الراقية والشهرة والتفاخر بين الناس غير ذلك فليس موجود بحساباتها.
اندفع إلى داخل المكتب وكانت هذه أول مرة له أن يفعلها دون طرق الباب ولكنه دهش مما شاهدة فصاح بحدة وصوت هادر من دون محاولة للفهم
ممكن أفهم ايه اللي بيحصل هنا..
عندما اندفع بهذه الطريقة إلى داخل المكتب سارت قشعريرة في سائر جسدها وابتعدت عن والدها الذي كانت داخل أحضانه لينظر هو إليها بحدة وعصبية شديدة وبعقله أفكار لا يدري من أين أتت في لحظات
صاح والدها سريعا مصححا الفكرة التي وصلت إلى مديرة قائلا
دي سما بنتي يا مصطفى بيه وكانت جايه تاخد مني يعني قرشين لزوم البيت
هتف قائلا وهو ينظر إلى بنية عينيها مباشرة
أنا آسف إني دخلت كده بس بردو يا عم محمود ده مكان شغل وأي حد كان شاف المنظر ده كان هيتفهم غلط وأنت أكيد عارف كده كويس
أردف محمود مجيبا إياه بتأكيد
أيوه صح عندك حق أنا آسف
ثم أكمل مبتسما بهدوء وهو يشير بيده ناحية ابنته ومن بعدها إلى مصطفى لتعريف كل منهم على الآخر
دي سما بنتي وده مصطفي بيه ابن صاحب الشركة وهو المدير هنا
نظرت له أخيرا بعد وقت ليس بالقصير تحاول إخراج كلماتها طبيعية
أهلا وسهلا اتشرفت بحضرتك
صاح قائلا هو الآخر ببلاهه ينظر لعيونها البنية مبتسما
الشرف ليا أكيد
اخفضت نظرها عن رمادية عينيه سريعا عندما وجدته ينظر إليها ببلاهه ثم تحدثت إلى والدها قائلة
بابا أنا همشي أنا بقى
أومأ والدها برأسه مبتسما لها فذهبت ناحية الباب لتخرج منه فوجدته يقف كما هو لم يحرك ساكنا حتى تعبر صاحت قائلة بتردد طفيف
بعد اذنك
ابتعد عن الباب لتستطيع أن تذهب ولكنه لم يكتفي بذلك بل استدار لينظر إليها وهي ذاهبه إلى الخارج ل تختفي عن ناظريه تماما
تحدث والدها والذي أخرجه من شروده قائلا
حضرتك كنت عايز حاجه يا مصطفى بيه
مسح بيده على رأسه بهدوء ثم هتف مجيبا إياه
اه ابعتلي حسابات الشهر اللي فات
ثم خرج سريعا من المكتب دون حتى أن يستمع إلى أجابته يحاول أن يرى أن كانت ذهبت أم لا ولكن قد ذهبت حقا
دلف مرة أخرى إلى الداخل صاعدا إلى مكتبه يفكر في تلك العينين البنية الساحرة التي خطفت أنظاره إليها وأيضا لا يدري لما أتى بنفسه إلى مكتب والدها هل ذلك لرؤية سحرها أم أن الصدفة حسمت اللقاء بينهم..
طبقات فرقتنا ولكن
الفصل الثاني
ندا حسن
لم أشعر أن الخلاص بيدك
لم أرى الحب بك
أنا لم اختبره قد ولكن أشعر
بأن الحياة لن تكن إلا معك
اليوم التالي
زفرت بضيق عدة مرات متتالية عندما وجدت أن حديثها معه في كل مرة لا يجدي نفعا عن ذلك الموضوع الذي لا تفكر به وخصوصا معه فهي فقط لا تراه إلا صديق وأن أقترب أكثر سيكون شقيق لها ليس إلا
هتف قائلا بهدوء محاولا تغير
رأيها غير مباليا بتعابير وجهها
ممكن تقوليلي أنت بترفضي قربي منك ليه منة أنا ممكن استناكي العمر كله بس قوليلي ده قولي