رواية طبقات بتفرقنا بقلم ندا حسن
بكلام زي ما يكون عنده مشاعر ليا بس أنا مش عارفه وكمان حلفلي أنه لما حاول معايا كان بس بيخوفني وأنا مصدقاه يا سما
افرضي مطلعش عنده مشاعر ولا حاجه يا منة هتعلقي نفسك ب أحبال دايبه..
جلست على الفراش ثم هوت دموعها بحسرة لتهتف سما مرة أخرى
طب وعبد الرحمن
عبد الرحمن أنا رفضت حبه ليا لأن فعلا شيفاه صاحب وأخ بس وهو وعدني يكون كده وبعدين أنت مش شيفاه من يوم ربنا ما كرمهم
هو وأبوه وهما اتنقلوا نقله تانية خالص أبوه بقى راجل مهم ومعاهم فلوس مش زينا دلوقتي ده كان زمان لما كانوا لسه عايشين معانا
ابتسمت سما على حديثها بسخرية ... أهي الآن تجيب نفسها أم ماذا
وأكنان بقى هو اللي ساكن معانا هنا في الحارة صح.. لا يا منة أكنان ابوكي بيشتغل عند أبوه وأنا كمان شغاله عندهم
يووه يا سما معرفش بقى .. بصي اللي فيه الخير يقدمه ربنا ... أنت هتوافقي على يحي
لا أنا مش موافقة عليه ومتسأليش ليه أنا عارفه أنه كامل بس أنا مش موافقة وخلاص
اومأت لها منة بهدوء لا تريد الضغط عليها ففي النهاية القرار لها جلست منة كما كانت على مكتبها تتابع مذاكرتها بعقل مشغول به بينما سما التي شهقت بفزع ووضعت يدها على فمها تكتم شهقتها وهي تطالع شيء ما على صفحات التواصل الاجتماعي
ذهبت إليها منة سريعا بعدما أشارت لها سما لتنظر هي الأخرى إلى تلك الأخبار الذي ستهدم كل شيء وربما تبني أشياء جديدة ولكن لم تكن الأخبار هينه أبدا على كلايهما..
الفصل السابع
ندا حسن
يعقل أن يكون ذلك جزاء!
ف والله لو هو كذلك لبقى ثقيل
ك ثقل حجرة فوق قلب مفتور ظلما.
وضعت الهاتف على أذنها والتوتر مسيطر عليها هي وشقيقتها التي تنتظر نواتج مكالمتها بعد تلك الأخبار الغير سارة الذي قرأتها
ألو .. أيوه أنت شفت الأخبار اللي على السوشيال
أصل ... في أخبار منتشرة أوي على السوشيال في الساعات الأخيرة دي إن يعني ... احم أخت حضرتك ...
وقفت عن إتمام جملتها غير قادرة على التحدث لېصرخ بها بنفاذ صبر بعد أن مس الحوار شقيقته فقد تكون إحدي مخاوفه تحققت
أغلق الهاتف سريعا بعد أن أستمع إلى هذه الكلمات التي من الممكن أن تقلب حياة عائلته رأسا على عقب
جلست على الفراش لتجلس جوارها شقيقتها سائلة إياها بقلق
قالك ايه.. كان عارف
أجابتها وهي شاردة الذهن تفكر فيما سيحدث لاحقا فهذه کاړثة بالنسبة لهم إن كانت حقيقة
مكنش يعرف وقفل من غير كلام ... ربنا يستر بقى
جلست الفتاتان كل منهم بعقلها أفكار مهما اختلفت ففي النهاية تتفق عند عائلة المهدي.
انتقلت تلك الأخبار بين الصفحات ومواقع التواصل الاجتماعي بسرعة رهيبة وأصبح حديث المدينة هي عائلة المهدي وابنتهم الصغرى بعدما حدث ولم يعلم أحد منهم من المتسسب في تسريب هذه الأخبار هل المشفى أم إحدى صديقات والدتهم لم يدري أحد بالفاعل لتلك الضجة الكبيرة التي احتلت أيامهم الأخيرة والتي أثرت كثيرا على حالة دينا النفسية والتي ظلت حبيسة غرفتها لشهر كامل لم تكن تريد رؤية أحد من اخويها أو والدها الذي تسببت بخسارة فادحة له إن كان مال أو سمعة وحتى أنها خذلته وسحبت ثقته بها
واستغل ذلك منافسين شركتهم في الترويج لهم بالسوء وإرسال الصحافيين يوميا لسؤالهم تلك الأسئلة السخيفة المعروفين بها ولكن في نهاية الأمر ظهر مصطفى الابن الأكبر لعائلة المهدي بعد الإتفاق مع والده وأنهى هذه الضجة بقوله أن هذه ليس إلا شائعات لا يعرف من اختلقها عن شقيقته وأنه لم يحدث لها شيء فقط كانت مجهدة قليلا وإن انزلاقها كان بسبب دوار داهمها وعادت إلى المنزل سالمة ولم يهتم بأي شيء آخر سوى هذه التوضيحات.
نظر إلى صديقه بذهول غير مصدق لحديثه الذي يقوله فهو يعلم كل شيء سار مع شقيقته ليعيد عليه السؤال مرة أخرى
أنت قصدك دينا أختي بجد.. عايز تتجوز دينا
زفر الآخر بحنق فهو منذ مدة يجلس أمامه يحاول أن يجعله يفهم عليه ولكن ليس بعد
في ايه يا مصطفى ما تصحصح ياخي وبعدين فيها ايه لما أطلب أيد دينا هو أنا بعمل حاجه حرام ... شوف يا مصطفى دينا عارفه إني متجوز وإني مخلتفش وهي بتخلف أنا مش عارف اجبها إزاي بس إن شاء الله توافق
عايز تستر عليها..
أستر على مين يا ابن المجانين دا عدا شهر على الحوار ده وبعدين ما أنت عارف إني هتهبب اتجوز
نظر له مصطفى بنصف عين ثم هتف قائلا مستخدما كلماته في السابق
أنت قولتلي أن اللي هتجوزها هتظلمها لأنك مش هتحبها بالنسبة لدينا ايه..
تنهد بضيق شديد وهو يعلم أن ذلك الحديث صحيح مئة بالمئة ولكن ما باليد حيلة فهذا أمر محتوم سوا كانت هي أو غيرها
وكلامي ماتغيرش يا مصطفى أي واحدة هتجوزها أنا مش هحبها حب من اللي في بالك لأن اللي في قلبي ياسمين ... لكن حب العشرة هيجمعنا إن شاء الله
ابتسم مصطفى بهدوء هو يعلم أن صديقه عادل كما أن شقيقته لن تتوفر لها زيجة أفضل من هذه بعد الذي حدث
أنا عن نفسي موافق وهقول لبابا النهاردة وهرد عليك
أهم حاجه تاخد رأي دينا لازم تكون موافقة من قلبها
أومأ له بهدوء وكل منهم يفكر فيما يشغل عقله ويجعله لا يستطيع الارتياح قليلا من التفكير.
تحدث مصطفى مع والده بخصوص زيجة دينا شقيقته ووافق والده على الفور لم يكن يلقيها أبدا فقط كان يدري بنية عمر ويعلم أخلاقه جيدا ويدري أنه زوج صالح وما جعله يوافق على الفور هو علمه بأن ابنته ليس لها فرصة كبيرة في الزواج من شخص سوي كامل المواصفات مثلما يريدون
أخذ مصطفى رأي شقيقته والتي وافقت هي الأخرى على الفور لأنها تعلم أن انتظارها لن يجلب لها زوج من مخيلتها تعلم أن ما فعلته خطيئة بشعة لم تعاقب عليها بسبب الحالة النفسية التي دلفت بها مؤخرا ولذلك وافقت وقد فكرت قليلا في عمر كزوج صالح لها يعلم ما فعلته تنعم تعلم أن له غرضه وهو الإنجاب وهي أيضا لها غرض في التستر الذي لن يفعله غيره لذلك كان هناك توافق.. لكنها ندمت أشد الندم على ما فعلته كانت تبكي وتنوح لليالي ولكن الآن هل ينفع الندم بشيء.
تم تحديد موعد عقد القرآن الذي سيكون عائلي وبالفعل تم بعد أن أعلم عمر ياسمين زوجته بما يحدث والتي ابتسمت بوجهة قائلة له أن ذلك الصواب بينما قلبها يبكي قهرا على فراقه لها ابتاع شقة أخرى لا تقل عن شقته التي كان بها مع ياسمين وأنتقل مع دينا إليها ليبدأ حياة زوجية أخرى تقام على المودة والرحمة وحب المعاشرة فقط ليس إلا.
وحشتيني
نطق بهذه الكلمة وهو يسحب المقعد ليجلس أمامها وشفتيه تغزوها