الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية طبقات بتفرقنا بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 12 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز


الأمور معهم بتيسير الله فقط.
جلست على فراشها تفكر في هذه الزيجة هل لها بالموافقة أما لا لا تدري ماذا عليها فعله فهي حتما لن تنتظر مصطفى الذي تعتقد أنه لا يراها
أنا لازم أوافق هو هيجيلي كل يوم حد زي يحي وبعدين مصطفى ايه اللي بفكر فيه مصطفى ده أصلا زمانه بينسى أسمي إزاي هيفكر فيا ولا يبصلي أنا فين وهو فين

ولكن صړخ قلبها على هذه الكلمات التي خرجت من بين شفتيها فهو يعشق رأيته يدق ك الطبول لسماع صوته يأبى فراقه وهي بكل بساطة وسهولة تقول التخلي والنظر لآخر كيف يكون ذلك بحق السماء.
طبقات   فرقتنا   ولكن
الفصل   السادس
ندا   حسن
إن لم تكوني حريصة على فتاتك
فلا تقولي ياليتني
ايه رأيك في سما
ألقى عليه تلك الكلمات البسيطة لتقع على مسامعه مسمۏمة ېخاف وبشدة مما يفكر به أم أن هو يخيل له هذه الكلمات من صديقة الذي يجلس أمامه بسبب ما حدث بالأمس أو تفكيره الزائد بها لينتشله صديقة من شروده مكررا ما قاله للتو ليعلم مصطفى على الفور أنها لم تكن تخيلات
رأيي فيها إزاي يعني..
تنحنح عمر بهدوء محاولا محو تلك الابتسامة من على محياه ليظهر حديثه جديا
 أنا بصراحة فكرت في كلامك امبارح ولقيت إنك أنت وياسمين عندكم حق علشان كده بسألك على سما 
أسودت عينيه بطريقة غريبة ولأول مرة منذ وقت طويل تعود إلى حالتها كما السابق هو ليس أحمق حتى لا يفهم حديث صديقة إلى الآن بل هو يفهمه جيدا ولكن لا يعلم أيضا لما هي وهل عليه مصارحة صديقة بحبه وعشقه الممېت لها أم يتمنى له السعادة التي لم يحصل عليها وقف عقله هنا عندما ذهب به إلى مكان لا يجب عليه الذهاب إليه عندما تخيلها بين أيدي صديقة المقرب وقف على الفور من على مقعده يخلل أصابعه في خصلات شعره السوداء پعنف يظهر جليا عليه
احم و.... وسما ايه ډخلها في الحوار ده
ابتسم الآخر ابتسامة حالمة وهو يهتف قائلا بشرود تام
إلا ډخلها دي هي الحوار كله.. عارف خجلها وابتسامتها الصافية اللي بشوفها وأنا داخلك دي طيرت برج من نافوخي علشان كده بسألك عن رأيك..... علشان اتجوزها
حاول بشتى الطرق السيطرة على غضبه ففي جميع الأحوال هو صديقة وأكثر من ذلك وإن كان يعلم بعشقه لها لم يكن ينظر إليها قط تقدم من مكتبه ملتقطا من عليه كوب الماء ليرتشف منه محاولا ابتلاع تلك الغصة التي تكونت في حلقة
 و...وهي عارفة أقصد سما عارفة يعني إنك... إنك عايز تتجوزها
ابتسم عمر ببرود على ملامح صديقة الذي تكون غاضبة تارة وتارة أخرى تتحول للعجز وتارة أخرى للحيرة في هذه اللحظات شاهد على وجهه جميع الحالات المزرية التي وقع بها لتظهر على ملامحه مرسومة بدقة ومهارة لم يستطيع إخفائها
لا هي لسه متعرفش حاجه بس أكيد هتعرف أنت بقى رأيك ايه في الكلام ده
ابتسم مصطفى بمرارة وتلك الابتسامة لم تصل إلى عينية ثم هتف بدون حيلة
سما بنت كويسة ربنا يوفقك يا عمر
أمسك الحاسوب من على المكتب بعد أن جلس عليه ثم فتحه محاولا التظاهر ب الانشغال حيث أراد أن يخفي عينيه المقهورة على حبيبته عينيه الذي تكون بها بريق لامع ولم يكن سوى تلك الدموع هل حقا سيبكي الآن بعد أن قدمها له هل حقا سما ستوافق عليه هل كان يجب عليه مصارحته وهل ضاعت منه الآن خرج من شروده على دمعة حزينة خرجت من عينيه مباغتة فمسحها فورا قبل أن يدرك صديقة وحاول التحدث قائلا
يلا يا عم عمر طرقنا ورايا شغل
للدرجة دي بتحبها
هل أستمع للسؤال صحيحا!..
هي مين دي.
ضحك عمر بشدة على حال صديقة ثم هتف بمرح قائلا
إحنا هنستعبط يلا ولا ايه ماتقول أنك بتحبها وخلاص كان لازم تضحي يعني
نظر له باستغراب غير مدرك ما الذي يتفوه به هو حقا لا يفهم شيء الآن بعد أن تزاحمت الأفكار بعقله
يا عم أنا عارف إنك بتحبها بس كنت بتأكد بس أصل بصراحة امبارح شكيت فيك وقولت النهاردة أتأكد لا بس بردو شوفت حبك ليا معقول كنت هتضحي علشاني ياض
لحظة!! أحقا كل هذا الحديث وهذه الصراعات الداخلية كانت مزحة منه! هل كل ذلك كان لعبة وهو يعلم بحبي لها.
في لمح البصر كان مصطفى قابع فوق عمر يسدد له اللكمات پعنف شديد لما تعرض له بسببه فهو كان على وشك التعرض لأزمة قلبية بسبب هذه المفاجأة التي كانت ستغادر بحبيبته وعشقه الوحيد.
ارتشفت من كوب النسكافيه الذي بيدها بهدوء تام وهي تجلس مع صديقها بعد انتهاء محاضرتها زفرت بضيق وهي تخلل خصلات شعرها الحريري وتعود للخلف بظهرها
أما كانت محاضرة تقيله على قلبي بشكل ياخي
ابتسم الأخر الجالس أمامها على مقعده يتحدث بهدوء قائلا
محاضرتك التانيه امتى.
بعد نص ساعة
طيب أنا عندي محاضرة دلوقتي هقوم بقى وهستناكي هنا لما تخلصي علشان اوصلك
ألقى بكلماته عليها ليذهب سريعا إلى قاعة المحاضرات بينما هي جلست ترتشف من كوبها بهدوء لا تدري أن هناك قلب ېحترق ونيران تشتعل بداخله لا تدري أنه ينظر إلى كل تفصيله بجسدها ووجهها ليحفره بداخله لا تدري أنه الآن يريد الفتك بذلك الحقېر بنظره لاقترابه منها.
تقدم منها وهو لا يمل ولا يكل من هذه المحاولات البائسة
بصي بقى المرة دي مش همشي غير لما تسمعيني واللي يحصل يحصل
رفعت نظرها إليه ببرود تحاول محاربت تلك المشاعر البلهاء بداخلها ولكن ليس لها حيلة
وبعدين
جلس أمامها دون أن ينتظر سماحها له ثم التقت هاتفها سريعا من على الطاولة ووضعه بجيبه حتى يضمن عدم ذهابها من أمامه
مټخافيش أنا مش طمعان فيه بس أنا عملت كده علشان أضمن إنك هتسمعيني
ظلت على حالة البرود تلك وهي ترتشف من كوبها لتسأله بسخرية
وبعدين بردو
دهش هو من حالتها فلم تكن هكذا في يوم من الأيام ومنذ أن رأها وهي لا تصمت ثانية فقط تقوم بالسباب اللازع
منة أنا عايز أقولك إني بجد معرفش أنا عملت كده إزاي ... منكرش إني كنت عايز اخوفك واخليكي تهابيني لكن مكنتش أتمنى أبدا أشوفك بالشكل اللي شوفته انهيارك في حضڼ أختك وعياطك بالشكل ده قطع قلبي حقيقي معرفش أنا ليه حسيت كده بس ... أنا مش عارف أعبر عن اللي جوايا بس أنا طالب منك السماح ونبدأ صفحة جديدة مع بعض أرجوكي وكمان معرفش أنا ليه بعمل كده علشان متسأليش بس عايزك موجودة معايا في كل وقت هو ده اللي أعرفه.
زفرت بضيق وهي تتحدث عبر الهاتف مع جارتها وصديقتها بعد أن علمت من والدتها أن يحي ابن خالتها تقدم لخطبتها وهي لا تعلم
يا بنتي والله الحوار ده لسه امبارح امبارح افهمي بقى تعبتيني
استمعت إلى الجهة الأخرى الغاضبة بحنق لتقول هي الأخرى پغضب نسبي
يخربيتك أنت وأمي في ايه يا أمينة والله يحي لسه متقدم ليا أمبارح وبعدين هي أمي مش بيتبل في بوقها فوله
جلست على المقعد خلفها وحاولت التحدث معها بعقلانية حتى تتركها الآن وشأنها
يابنتي أنت بتفسري الكلام على مزاجك الحكاية وما فيها أنك زعلتي لما عرفتي من ماما قبلي
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 29 صفحات