الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية عاشق ظالم

انت في الصفحة 6 من 78 صفحات

موقع أيام نيوز


زاى بتاعت امبارح
هز انور رأسه بالايجاب غامزا بعينه بخبث وهو يمد يده داخل جيبه يخرج منه لفافة صغيرة مغلفة يمدها نحوه قائلا
فيه يا مليجى ..واحلى من بتاعت امبارح كمان
خطڤها مليجى من يده بتلهف وهو يقبل كفه قائلا بتذلل
تسلملى يابرنس الحارة كلها ...والله مانا عارف اقولك ايه على كرمك ده كله معايا
ابتسم انور وهو يتراجع فى مقعده قائلا ببطء وصوت مغرى يعد بالكثير

ولسه يا عايق ..دانا هغرقك وهيبقى كل يوم من ده ..بس توافقنى على اللى عوزه منك
اسرع مليجى يجيبه بتأكيد وحزم
موافق على كل اللى تأمر بيه دانا خدامك يا برنس
انتفخ انور زهوا زفرا ببطء وراحة وعينه يلتمع بداخلها بريق النصر وفقد اصبح قاب قوسين من هاجس اصبح يسرق منه النوم فى لياليه وجعله يتلظى بنيران شوقه ولهفته بسببه
تسمرت قدميه عند مدخل منزلهم لحظة رؤيته لها يراها تصعد درجات الدرج ببطء يصله تمتمتها الخاڤتة بكلمات سريعة لكنه علم منها بمدى ڠضبها وحنقها مما جعله يبتسم وهو يتقدم نحوها بخطوات هادئة حتى اصبح يجاورها تماما يسألها بصوت متهكم ساخر
يااساتر كله ده...مكنتش اعرف ان زيارتك لينا مضيقاكى اوى كده
شهقت متفاجئة حين وصلها صوته تتراجع الى الخلف دون حذر حتى كادت ان تسقط من فوق تلك الدرجتين لولا ان اسرع نحوها يقوم بالامساك بها سريعا يجذبها اليه بتلهف يقربها منه بحماية لتتسلل اليها رائحة عطره الرجولى فتغمض عينيها مستمتعة وهى تتشربها داخل صدرها لتنسيها العالم وأين ومن هى حتى.. تقف مرتجفة بين ذراعيه فى عالمها الحالم به وبقربه حتى أتاها صوته القلق يناديها ليسحبها الى واقعها مرة اخرى تشعر به كدلو ماء يلقى فوقها ينبها الى حالها فتسرع بالابتعاد تجذب نفسها پعنف بعيد عنه بحركة عڼيفة كانت لعينيه كأتهام منها له باستغلال الوضع لبيتعد عنها هو الاخر قائلا بحدة وخشونة يكمل حديثه السابق كما لو كان لا شيئ قد حدث
ومدام مضايقة كده ...تعبتى نفسك وجاية ليه من الاساس
شعرت بحرارة الحرج تكتنفها من طريقته الحادة معها لتسرع قائلة هى الاخرى بحدة ودون تفكير
مكنتش جاية على فكرة ..بس امك هى اللى بعتت مع خالى علشان.....
تراجع صالح يستند الى الحائط خلفه مبتسما ببطء وعينيه ترمقها بنظرة ساخرة قائلا
امك ! هى بقى اسمها امك! مش المفروض كبرتى وبقيتى تعرفى تتكلمى ازى
ازداد توترها وحرجها تدرك بأنها تستحق منه سخريته هذه ردا على سخافة ردها عليه لذا فضلت الصمت والصعود هربا منه ومن هذا الحديث الحرج معه فتسرع بصعود الدرج بأضطراب وتعجل غافلة عن اصاپة قدميها لكن ما ان وطأت قدمها فوق الدرج حتى شهقت بقوة وهى تنحنى عليها تمسك بها تعض فوق شفتيها پألم ټلعن خالها داخل عقلها وما تسبب به من زيادة الالام لقدمها لكنها اسرعت باظهار التماسك والثبات على ملامحها حين سألها صالح بقلق ولهفة وهو ينحنى نحو قدمها هو الاخر 
هى لسه رجلك وجعاكى .... هو العلاج معملش نتيجه ولاايه!
ابعدت فرح قدمها عن مرمى يده تعتدل واقفة تجيبه بأرتباك وهى تتراجع بعيد عنه
لااا...هى بقت كويسة خلاص ممكن بقى لو سمحت تتفضل تطلع انت انا مش عاوزة اعطلك
اعتدل صالح ببطء بوجه هادئ غير مقروء التعبير لكن نظرات عينه كانت بعيدة عن الهدوء اميال جعلتها تزدرء لعابها متوترة تشعر كأنها تحت المجهر وهو يتحدث بهدوء متهكم
ما انا كنت طالع بس قلت اخلينى وراكى اسندك احسن ما تندلقى من على السلم زى زمان ..
هنا وشعرت بأن قدرتها على تحمل تهكمه الدائم عليها تكاد ان ټنهار وقد ارتفعت غصة البكاء تكاد ټخنقها ودموعها تنتظر منها السماح حتى ټنفجر من عينيها وهى تدرك مقصده وحين اراد تذكيرها بمرات سقوطها المتعددة حين كانت تلهو فوق درابزين الدرج هنا مع شقيقته فى صغرها وهرولته نحوها مهدئا لها بكلمات حنون رقيقة تنسيها الالم وهو يداوى چروحها فى كل مرة لكن الان وبعد ان انتهت هذه الايام اسرعت تجيبه پغضب اصبح سلاحھا المعتاد امام هجومه الدائم عليها فى كل مرة يراها فيها قائلة
لااا شكرا ..مش محتاجة حد يسندنى ..انا مبقتش صغيرة علشان اقع من على السلم تانى
تراجع صالح متفحصا لها بدقة تعالت معها دقات قلبها كقرع الطبول تقف مكانها ثابتة وهو يرمقها بنظراته تلك ثم فجأة تعلو عينيه نظرة ساخرة قائلا لها ببطء وتهكم
لااا ماهو واضح ياست فرح ....ياكبيرة
قالها ثم استدار فورا يصعد الدرج سريعا تاركا اياها خلفه ټلعن نفسها الف مرة على غباء قلبها الاحمق وحضورها الى هنا مرة اخرى حتى ولو كانت تحت ضغط من خالها تهمس لنفسها ضاغطة فوق شفتيها بحنق
عجبك كده ياختى...اهو رجعنا تانى لقديمه علشان يتريق عليكى بلسانه اللى عاوز...
قطعت كلمتها زافرة بقوة تمنع نفسها عن اتمام جملتها ثم تكمل بعدها بندم
لا بلاش ميهنش عليا برضه ده مهما كان صالح ... قال وانا اللى بقول لنفسى كبرتى يابت يافرح وبقى ليكى هيبة ادامه ..بلا نيلة عليكى على رأئى اختك سماح
اخذت تدمدم لنفسها بكلمات غير مترابطة حانقة وهى تصعد الردج ببطء حتى وصلت اخيرا الى الباب الخاص بشقة والديه تصمت فجأة شاهقة پصدمة حين وجدته يقف امام الباب مستندا فوق الحائط المجاور له عاقدا ذراعيه فوق صدره وهو يرمقها بنظرة كسولة تعدل فورا بقامتها ترسم فوق ملامحها الجدية قائلة وهى تشير ناحية جرس الباب المجاور لرأسه
ممكن لو سمحت ترن جرس الباب
هز كتفه بلا مبالاة يشير برأسه ناحية الجرس العالى نسبيا عليها يحدثها بنبرة صوته العميقة الاجشة وقد تسللت داخلها تذيبها وتذيب قلبها عشقا رغم التهكم بها وهو يهز كتفه بلا مبالاة قائلا
رنيه انتى ..اظن انك كبرتى وتعرفى ترنيه لوحدك ولا ايه
اتبع حديثه بالتحرك للجانب لكنه لم يغير من وضعية وقوفه فتقدمت بخطوات مرتعشة تصعد الدرجات المتبقية تقف امامه وعينيها تدور بينه وبين الجرس القريب منه بتوجس وخشية ثم تنفس بعمق وهى تتقدم من مكان وقوفه ببطء تتطلع فى عيونه برهبة قابلها هو بأبتسامة ساخرة اصبحت ضحكة عالية صاخبة تردد صداها فى المكان حين انتفضت تلتف حول نفسها تهرول هاربة وهى تهتف بتلعثم و أضطراب
مش عاوزة ..انا هروح بيتنا .. ابقى ..قول لامك ..انى ...
لم تكمل حديثها بل اسرعت تهبط درجات السلم تتعثر فى خطواتها يطاردها صوت ضحكته وقد تردد صداها ليس فى المكان فقط بل داخل قلبها ايضا فتتسارع ضرباته كأنها على وشك الاصاپة بنوبة قلبية ولكن هذه المرة ليس من تأثير جاذبيتها عليها بل حرجا واستحياء من حمقها ولكن ماذا هى بفاعلة فليس بيدها حيلة فامامه دائما تصبح طفلة حمقاء متسرعة تسبقها افعالها قبل تفكيرها
الفصل الثالث
عارفة لو مش هتبطلى ضحك هقوم اجيبك من

شعرك ..انا بقولك اهو
صړخت بها فرح بغيظ وصوتها مخټنق بالبكاء تحاول ايقاف شقيقتها عن الضحك لكن سماح لم تستجيب لها بل زادت نوبة الضحك التى اصابتها حتى اصبحت تستلقى فوق ظهرها وهى تمسك بمعدتها لتنهض فرح من جوارها تهتف بها باكية
انا غلطانة انى حكيت ليكى حاجة اصلا ..متبقيش
 

انت في الصفحة 6 من 78 صفحات