الإثنين 25 نوفمبر 2024

لعل مع الضرير حياة يملأها العبير

موقع أيام نيوز

سأروي لكم قصتي من البداية: انا حورية أبلغ من العمر ستون عاما، لا أعمل ولم اكمل دراستي، حظي من الجمال قليل للغاية، لم يتقدم أحد لخطبتي حتى تخطيت الثلاثين، وفجأة تقدم شاب قالت لي الوسيطة (الخاطبة)أنه شاب في الثالثة والثلاثين من عمره، لم يسبق له الزواج، يعمل مع والده

في شركته الخاصة؛ وأحضرت صورة له، كان يبدو وسيما للغاية، سألت نفسي: إذن لماذا تقدم لمن لا تمتلك شيء؟ وهنا علمت بالمفاجأة، انه فقد بصره في حاد١ث منذ خمسة أعوام، وأجرى العديد من العمل١يات، ولكن دون فائدة، جلست أند١ب حظي وأب١كي، ولكن قالت لي جدتي رحمها الله: لعل في الضرير حياة يملأها

العبير، اجلسي معه أولا ثم قرري. وبالفعل جلسنا كم هو رائع، خفيف الظل، يأسر القلب في ثوان معدودة تمت خطبتنا وتزوجنا في شهرين،الحقيقة في البداية كنت خا١ئفة للغاية من عدة أشياء أولها ما رواه لي عن نفسه قبل إصاب١ته في الحاد١ث، كيف كان ڈم .. السهر، يعشق الجميلات ولا يحب المسؤولية، والسبب

الآخر أنه ربما سوف يحملني ما لا أطي١ق من أع١باء خاصة به، ولكنه فاجئني أنه يفعل كل

 شيء بمفرده، بل ويساعدني أيضا، فقد تغير تماما وأصبحت بصيرته عالية جدا، وأنجبنا

 أطفالنا الأربعة، كان حنونا للغاية، لم يشعرني مرة واحدة بع١جزه،قام بكل واجباته كزوج وأب بلا تخاذل، أحببته بچنون،كنت مذ >عورة

من فكرة عودة البصر له فيراني ويعود لحياته السابقة، فأنا لست جميلة. ظل يجاهد لسنوات ليزرع قرنية وكل مرة تفشل العملېة، ومع ذلك لم يستسلم، فالله له حكمة في التأجيل، ومرت عشرة أعوام كحلم، وفجأة تم التجهيز للع١ملية ونجحت تلك المرة، وأخبرني الطبيب أنه أصبح يرى، انزويت في زاوية الغرفة

وضعت أمامه أطفالنا، ولم أتجرأ على الاقتراب، ظل ېقبل في الصغار ثم أمه وأبوه، وبعدها بدأ يتجول بعينيه في أنحاء الغرفة بحثا عني، وعندما رآني قال عروسي الجميلة أخيرا رأيتك، جرت الدم١وع من عيني، فقال اقتربي أريد أن أراكِ جيدا، كانت قدماي لا تحملني، أمشي بصعوبة، وعندما اقتربت ضحك وقال

أجمل من ما تخيلت بكثير، وقب١ل يداي أمام الجميع. ظل شيـ١طاني يأكل رأسي، لعله فعل ذلك حتى لايجر .حني أمامهم، وسوف تتغير معاملته تدريجيا، ولكن ذلك لم يح١دث، فقد زاد حبه ودلاله لي، وأنا أيضا، فبالرغم من وجود الجميلات حوله في العمل والعائلة إلا أنه لم ينظر لإحداهن يوما ت١وفي والداي في حا١دث

وانطو١يت على نفسي من الحز١ن، فأخد مكان أبي وأمي في غمضة عين، واعتبرني ابنته التي لم ينجبها، ومرت سنوات ولم يتغير قيد أنملة، وأدركت فيها حكمة الله فيما فقد، فلولا أنه فقد بصره لم يكن ليراني من الداخل، وفعلا صدقت جدتي حين قالت: "لعل مع الضرير حياة يملأها العبير"