جدتى الطيبه
يا جبل يا كبير.. يا مخبأ العصافير أعطني حزمة حطب.
قهقه الجبل فتدحرج بعض الحصى قال
كيف أعطيك الحطب وأنا بحاجة إلى فأس
فأس!! وكيف أحصل عليها
الفأس عند الحداد.
هبط حديدان الجبل توجه إلى الحداد رأى رجلا قوي البنية مفتول الزند يضع
الفحم في بيت الڼار ثم ينفخه بالكير.
يا حداد يا خبير.. يا نافخ الكير أعطني فأسا.
وقف الحداد مسح عرقه بقفا كفه قال
أمعك نقود
أدخل حديدان كفيه في جيبيه وأخرجهما فارغتين.
لا.. أنا لا أملك نقودا.
إذا.. كيف سأعطيك الفأس!
دمعت عينا حديدان واستدار راجعا فناداه الحداد
مسح حديدان داموعه بطرف كمه ونشق قائلاً…..
جدتي زعلت مني ولن تكلمني إلا إذا صنعت لها رغيفا مدورا ذهبت إلى التنور فطلب حطبا والحطب في الجبل والجبل بحاجة إلى فأس والفأس موجودة عندك.
ابتسم الحداد اقترب من حديدان مربتا على كتفيه قائلا
ما دمت تريد إرضاء جدتك فأنا سأعطيك الفأس لكن.. بشرط.
ما هوأن تساعدني بصنع موافق.
شمر حديدان عن ساعديه أمسك مطرقة وراح يطرق الحديد المحمى فصار وجهه أحمر كالطماطم.
وعندما انتهيا من صنع الفأس حملها حديدان شاكرا ركض إلى الجبل احتطب.. وضع حزمة الحطب والفأس على ظهره ومشى صوب التنور.
عبثا حاول صنع رغيف فمرة.. يصنعه ممطوطا ومرة.. مثقوبا وأحيانا كثيرة يحرقه فيصبح أشبه بقفا طنجرة.
وقف حديدان مستسلما مسح عرقه تذكر دفعه للرغيف قال
ما أغباني.. حسبت الأمر سهلا ما العمل.. كيف سأرضي جدتي
شعر بيد تمسح على شعره الټفت.. رأى جدته مبتسمة تقول
أظنك قد تعلمت درسا مفيدا لقد رضيت عنك تعال ساعدني لأخبز لك رغيفا مدورا يشبه القمر……