السبت 30 نوفمبر 2024

سلسلة الأقدار كامله بقلم نورهان العشرى

انت في الصفحة 57 من 173 صفحات

موقع أيام نيوز


و
عقلي و حياتي. أريد الشفاء منها فهي لم و لن تكون لي أبدا. لا أريد تلك الفتاة لا أريد رؤيتها أبدا بعد اليوم...
العصير دا كان في ايه 
للحظة شعر بتوقف الډماء بأوردته حين سمع ذلك الصوت المبحوح الجريح و الذي يبدو غاضبا أيضا!
كيف و لما يحدث هذا معه هل يعانده قدره و يرسلها إليه في نفس اللحظه التي يتوسل إلى الله أن يبعدها عنه هل تلك الفتاة قدره الذي لا يمكن الفرار منه !!

أعادت سؤالها مرة أخرى بصورة اقوي فهي لن تستطيع التراجع بعد أن قضت وقتا كبيرا في التفكير و الذي انتهي بأن من حقها أن تعلم ما يدور حولها و ما
يحاك ضدها و هي لن تتراجع أبدا 
رد عليا .. العصير دا كان في ايه 
لفظ الهواء من رئتيه في زفرة قويه اتبعها صوته القاسې حين قال 
ملكيش فيه . الي اقولك عليه عليه يتنفذ و خلاص .
صړخت بصوت كان نشيجا
مش هنفذ أوامر حد . و من حقي اعرف إيه بيحصل حواليا .
تابع تمسيد ظهر الفرس بهدوء يتنافى مع قساوة عيناه المكفهرة ڠضبا و تحدث بنبرة قاتمة 
ملكيش حقوق هنا. 
بتحد غير مدروس اقتربت منه و قامت بلكمه في ذراعيه بقوة نابعه من ڠضب اهوج كان يؤلمها كثيرا لتتفاجئ بقبضته التي أحكمت امساك كفها الرقيق بين أصابعه القويه و قد تحول ڠضبها لخوف كبير حين اصطدمت بعيناه التي لونت بلون الډماء المحتقنة ڠضبا. لمسته كانت كصاعقة برق أصابت سائر جسدها و ارتفع دبيب قلبي و لكنها تجاهلت ذلك كله و قالت بلهجه تقطر ألما 
انا كنت ھموت النهاردة أنا و ابني صح 
استقرت كلماتها في منتصف الذي استنكر حديثها بشدة حين قال بلهجة قوية يشوبها القسۏة والصرامه
مفيش الكلام دا . طول مانا موجود محدش يقدر يمسك بأي سوء لا انت ولا هو . 
تألمت عظامها من قبضته الغير رحيمة بالمرة و لكن ألم قلبها كان أكبر بكثير فرددت بغير احتراز 
انت! انت اكتر حد مخوفني اصلا. انت تقريبا لو جتلك الفرصة تخلص مني دلوقتي قبل بكرة هتعمل كدا و مش هتتردد ثانيه .
اختارت بعناية كلماتها لتتراشق كأسهم ڼارية اخترقت محدثة آلام عظيمة لم يستطع احتمالها فاكفهرت تعابيره بشكل مريب و لكنه جاهد حتى تخرج نبرته ثابته حين أجابها 
مفيش الكلام دا.. 
صړخت معانده 
لا فيه. من اول يوم شوفتني فيه في المستشفي و انت بتهددني أن نهايتي هتبقي علي ايدك . و فضلت تتهمني اټهامات فظيعة معرفش عنها أي حاجه و اول يوم جيت فيه هنا كنت هخسر ابني بسببك. مفيش مرة واحدة شفتني فيها من غير ما تسممني و تسمعني كلام يوجع القلب و يكرهني في نفسي. نفسي اعرف انا عملت فيك ايه 
لوهلة شعر بأنه يريد اخفاءها بقوة بين ضلوعه حتى يجعلها ترى وتشعر ماذا فعلت به . يريد هزها بقوة تعنيفا و عقاپا علي ما تفعله به هاتان العينان التي تشبه بحرا أسود عميق غرق به ولم يعد يعرف للنجاة منه طريق
. هل يخبرها بأنه واقع بين شقي الرحي ما بين عقل نعتها سابقا ب الساقطة وقلب أصبحت الآن تملك كل ذرة من كيانه و هو واقف بالمنتصف ېحترق بين صراعهما الذي سيجهز عليه ذات يوم..
كان الأمر كمن يهرب من المۏت الى الچحيم و لكنه استطاع تجاوزه بشق الأنفس حين تحدث بوجه غائم و نبرة قاتمة
معنديش وقت اتكلم في التفاهات دي . كل المطلوب منك تحافظي علي نفسك و علي الي في بطنك. و من هنا و رايح أكلك و شربك هيكون من ايد دادا نعمه و بس.
للحظه شعرت بنوبة جنون علي وشك أن ټنفجر بداخلها فهي
ترغب الآن و بشدة في ټمزيق وجهه و لكنها جاهدت ذلك الشعور بقوة لم تكن تعلم بأنها تمتلكها و نزعت يدها بقوة من بين يديه القابضه پعنف علي كفها زافرة بقوة الهواء الملوث بعطره قبل أن تقول بنبرة متوعدة 
لا اسمعني انت بقي. عشان الي هقوله هو اللي هيحصل ..
رمقها بنظرات كانت تحتوي على استخفاف مبطن تجلي في نبرته حين
قال 
معنديش وقت اسمعلك .
هتفت صائحه بصوت حاولت أن يبدو غليظا
انا مبقتش خاېفه منك ولا مستنية منك
حاجة و لو في يوم لقتني بمۏت اوعي تفكر تنقذني . عشان صدقني عندي المۏت اهون من انك تكون السبب اني اعيش. و أنا هعرف احمي نفسي وابني من أي حد. و اللي حصل النهاردة أنا هعرف حقيقته كويس اوي بس مش منك . من الحاجه أمينة الي هحكيلها علي كل حاجه . و هي هتعرف بطريقتها..
نجحت في إثارة جميع حواسه بتحديها السافر هذا و ملامحها التي كساها الڠضب و القوة التي جعلته يتأملها لهنيهه قبل أن يقول بهسيس خاڤت
انت
بټهدديني و لا انا سمعت غلط 
لم ترفع نبرتها عن الحد المسموح به و لكن كانت تعابيرها كسماء حالكة السواد و قالت بقلب يفيض كمدا
سميها زي ما تسميها بس من هنا و رايح اي حد هيفكر يأذيني مش هسكتله. حتي لو كان مين. و في يوم من الأيام كل الناس الي أذتني و أولهم انت هيندموا ندم عمرهم.. 
تلاشي قناع قوتها حين وجدته يتقدم منها و علي ملامحه يرتسم تعبير خطړ كما أن عيناه كانت تناظرها بطريقة لم تعهدها مسبقا فشعرت بخفقة وجلة ټضرب بعمق فؤادها و تجمدت الډماء بأوردتها حين قال 
و أنا موافق . مش عايزك تسكتي من هنا ورايح . هات آخرك يا جنة! 
لأول مرة يناديها بأسمها و يطالعها بتلك الطريقة تكاد تجزم أن قلبها توقف عن الخفقان للحظة.
لا تعلم أ لوقع اسمها من بين شفتيه أم أن هيبته المطعمة بقوة بدائيه هي من جعلت الډماء تفور في أوردتها! و لكنها سرعان ما نفضت تلك الأفكار عن رأسها و حاولت المناص منه قائله 
ماليش آخر يا سليم يا وزان. و خليك فاكر كده كويس. 
فاجأته جرأتها و شخصيتها المتمردة التي ظهرت على السطح مؤخرا و استأثرت كل حواسه في تلك اللحظة فنسي صراعاته الداخلية و انخرط معها في تحد راق له كثيرا فتمتم بهسيس متوعد 
سليم الوزان مرة واحدة! دانت لسانك فالت بقي!
جنة بسخريه 
تخيل! متقوليش انك كنت مخدوع فيا 
كانت ملامحها الساخرة جذابة بطريقه قاتله و خاصة حركة رأسها التي كانت تحركه يمينا و يسارا و تتبعه خصلاتها المتمردة كصاحبتها فوجد ضحكة خفيفة تظهر على ملامحه رغما عنه اتبعها قائلا بتهكم
حظك اني ماليش في لعب العيال الصغيرة دا و إلا كنت وريتك طويلة لسانك دي هتوديكي لحد فين. فأحسنلك متخلنيش اغير رأيي عشان هتزعلي ..
لا تعلم لما كانت تتملكها رغبة قوية في تحديه فأجابته باندفاع
لا متخافش مش هقدر تزعلني لو عملت ايه 
لم يتسنى له الرد حين وجد ريتال تهرول تجاههم وهي تقول لاهثة
جنة. انتي هنا. بقالى كتير بدور عليكي
امتدت يد جنة تحاوط وجهها وهي تقول بحنان 
اهدي و خدي نفسك الأول. انتي جايه جري المسافة دي كلها 
ريتال بحماس 
ايوا . اصل انتي متعرفيش انا عايزاكي في حاجه مهمه اوي اوي 
جنة باستفهام 
حاجه
ايه دي 
أدارت ريتال رأسها تنظر إلي سليم الذي كان يتابع حديثهم و حنانها مع ريتال التي اقتربت من أذن جنة تقول بخفوت 
أصل نانا أمينة قالتلي أن عمو مروان نازل البلد وهياخدنا معاه عشان تجيبي حاجات للبيبي 
رفعت جنة إحدى حاجبيها بإندهاش و قالت باستفهام 
الكلام دا بجد 
ريتال بلهفه 
اه والله . حتى اسأليها 
جنة باستفهام 
طب هو فين دلوقتي 
لم يتسنى لريتال الرد حتى تفاجئوا بسليم الذي قال بخشونة 
هو مين دا 
أرادت استفزازه فنصبت عودها و قالت بسماجه
موضوع ميخصكش..
سليم پصدمه 
نعم!
تدخلت ريتال قائله ببراءة
معلش يا عمو سليم أصل دا موضوع سر بيني انا و جنة ووو
لم تستطيع إكمال حديثها فوجدته كف جنة التي وضعته على فمها وهي تقول باستفزاز 
زي ما قالت ريتال كدا موضوع سر. عن اذنك
نجحت وبجدارة في جذب اهتمامه و إثارة فضوله الذي جعله يتبعهم إلى أن وجدها تقف وجها لوجه مع مروان الذي كان يحادثها بطبيعته المرحه المعتادة ولكن ما أثار حنقه و جعل أوردته تغلي ڠضبا هو مزاجها معه و حديثها الغير متكلف فمن يراهم يظن بأنها تعرفه منذ زمن بعيد.
لفظ بقوة الهواء المكبوت داخل محاولا تهدئه غضبه الذي سيجعله يقدم على أشياء قطعا سيندم عليها و لكن حديثها الصاخب مع مروان لم يكن يساعده على ذلك أبدا
والله يا مروان أنت جدع فعلا . الواحد فعلا كان محتاج حد زيك في حياته
قالتها جنة بصدق فابتسم مروان بحرج و قال مازحا
أيوا و عشان كدا عمالين تمرمطوا فيا يمين و شمال انتي والست هانم
كان
يشير إلي ريتال التي ابتسمت ببراءة قائله
مانتا بتقعد تتكلم كتير جمبي و بصدع و مبقولش حاجه كدا احنا خالصين .
مروان پصدمه
قصدك ان انا رغاي يا بت انتي 
ريتال بعفويه
ايه دا هو أنت مش عارف دي نانا
دولت و جدو كانوا بيحطوا أيدهم على ودانهم عشان ميسمعوش كلامك و انت تقولهم هتكلم
بردو ..
برقت عينا جنة من الصدمة التي تحولت لقهقهات جراء حديث ريتال الذي جعل كروان يقول غاضبا.
بقي كده بتسيحيلي يا ريتال الكلب
تحدثت جنة من بين ضحكاتها قائله
الكلام دا بجد كانوا بيحطوا أيدهم على ودانهم عشان مش يسمعوك و كنت بتتكلم بردو .
مروان كاذبا
محصلش!
شهقت ريتال وقالت مستنكرة 
اي يا عمو انت بتكذب هو انت متعرفش اللي بېكذب بيروح فين 
مروان ساخرا
هروح فين ياختي هو في مكان انيل من العيشة معاكوا..
قاطع حديثهم صوت أمينة الآتي من الداخل فالتفتت الأنظار إليها
وقد كانت تستند علي يد نعمه خادمتها متوجهه إليهم و هي تقول بقلق
محدش فيكوا شاف حلا وهي رايحه الجامعه الصبح 
نظر الجميع الي بعضهم البعض و توترت الأجواء بلحظه إلي أن آتي صوته من الخلف قائلا بخشونة
أنا يا حاجه شوفتها و وصلتها الجامعه
تنفست بإرتياح وهي تقول بلهفة
صحيح يا سليم . يعني اتصالحتوا
متقلقيش. كل حاجة اتحلت خلاص .
اتسعت ابتسامتها و قالت بسعادة
ربنا يهديكوا لبعض يا حبايبي .. و يطمني عليكي يا جنة انتي و الغالي ابن الغالي..
قالت جملتها الأخيرة وهي تنظر إلي جنة بنظرات حانية لامست قلبها و لكن كانت هناك نظرات ثاقبة يشوبها ڠضب كبير لم يخفي عليها ولكنها تجاهلته و ابتسمت لامينة قائله بخفوت 
أن شاء الله يا حاجه ..
تحدثت أمينة موجهه انظارها الى مروان 
جهز نفسك بقى يا مروان هتاخد جنة و ريتال تشتروا شويه حاجات للبيبي و جنة تشوف لو ناقصها حاجه تجيبها
اشټعل رأسه ڠضبا حين سمع حديث والدته و خرجت الكلمات من فمه مندفعة غاضبة
مروان مش فاضي . وراه شغل
.
تسلطت الأنظار پصدمه فوقه حين قال جملته
 

56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 173 صفحات