حدث فى ليله ممطرة
انت في الصفحة 2 من صفحتين
من المدفأة ووضع فوقه الأغطية الثقيلة ثم قدم له شرابا ساخنا حتى بدء الرجل يستعيد عافيته ولونه الطبيعي فشكر العجوز وقال له
لو لم تفتح لي الباب لانتهى أمري خلال ثوان .
لاحظ الاسكافي ان الرجل كان يتمسك بصرة بين يديه ويرفض التخلي عنها .. فقال له
لكن ما الذي دفعك للخروج في هذا الجو
فتح الرجل الصرة فأخرج منها صندوقا حديديا مزخرفا وقال
فقد علمت ان جارك التاجر الشاب سيترك منزله ويبيت هو وزوجته عند عائلته خلال هذه الليالي .. وبذلك سيكون بيته خاليا طوال موسم العواصف ..
وقد توفرت لدي معلومات بأنه يحتفظ بمجوهرات داخل هذا الصندوق .. ولأجل هذا السبب خرجت الليلة متحديا العواصف واقټحمت منزل التاجر وسړقت صندوقه ..
لكني أثناء بحثي عن الصندوق أسقطت عن طريق الخطأ فانوسا كنت أحمله فاحترق جزء من البيت وامتلئ المكان بالدخان فاضطررت الى الخروج قبل ان أموت اختناقا واللجوء الى أقرب الجيران وهو أنت أيها الاسكافي ..
لكن حتى لجوئي إليك لم يكن بمحض الصدفة ..
بل جزء من الخطة .. لكن الحريق المفاجئ اضطرني الى تعجيلها ..
ذهل الاسكافي وقال
أنا ...!!!! انا لا أحمل سوى هذا الحذاء المعطوب .
أنه حذاء التاجر .. وأنا الذي قطعت أحد أساوره متعمدا قبل يوم من موسم العواصف لأرغم التاجر على أرساله اليك لإصلاحه من أجل هذا ...
أخذ اللص الحذاء من يد الاسكافي وفرك كعبه فتحرك الكعب وبان أسفله تجويف يحوي مفتاح مميز وقال
ثم فتح الصندوق بالمفتاح فشع المكان بأنوار أحجار كريمة رائعة الجمال فسر اللص بها وأخذ يضحك .. ثم قال للاسكافي
بقي يومان لنهاية موسم العواصف وانا أنوي البقاء هنا حتى ذلك الوقت .. ويؤسفني انك يجب ان ترحل ... الآن أيها العجوز .
أتطردني من بيتي وأنا الذي أنقذتك قبل قليل
كيف يهون عليك أن تترك عجوزا ضعيفا مثلي لېموت من البرد
إنه إما أنت وإما أنا ... وأنا اخترت نفسي لأعيش .. فاخرج الآن وإلا ركلتك الى الخارج .
هنا قال الاسكافي بنبرة هادئة
أرني كيف ستفعل ذلك
فوجئ اللص بهذه النبرة الاستفزازية فاستشاط ڠضبا وحاول النهوض .. وما إن وقف على قدميه حتى
أصابته دوخة مفاجئة فسقط على الارض ولم يعد يشعر بقدميه فانذهل وقال
ماذا فعلت بي أيها العجوز أي سحر هذا
ابتسم الاسكافي وقال
لست
وحدك من تضع الخطط المحكمة .. أنا ايضا لدي خططي .. أتذكر الشراب الذي قدمته لك .. لقد مزجت معه نوع مخدر سيقعدك عن الحركة لبعض الوقت .
لكن متى شككت بي وكيف
كلا .. لست انت السبب .. لكن السبب بي أنا ...
فأنا كما ترى وحيد .. ورجل تقليدي .. أخشى قصص الجنيات وأمور الارواح والشياطين وما شاكل .. لهذا السبب عندما سمعتك تنادي على عتبة بابي .. تملكني الذعر .. وعندما سحبتك للداخل شككت في أنك قد تكون متلبسا من قبل الجن والعفاريت .. وإلا فما الذي يفعله عاقل في هذا الجو .. إلا أن يكون شيطانا رجيما ..
وقد صدق حدسي .. فما أنت إلا شيطان من شياطين الأنس قد أوقعك الرب في قبضتي .
وهكذا انقضت تلك الليلة الشتائية الطويلة .. وانتهى موسم العواصف بتسليم المچرم الى العدالة ورجوع الحق الى اصحابه ... وعودة الاسكافي الى ترقيع الاحذية البالية ...
النهاية