المطارد
ذكر له صالح سابقا والذي كان صادقا بالفعل في ذكر الثراء الفاحش للعائلة من رؤية القصر الذي يتوسط البلدة ثم حدائق الفواكه الضخمة التي مر عليها اثناء رحلته للوصول الى هذا الرجل بعد ان سأل عنه اهل البلدة فدلوه على الحقل ليجده وها هو الان لايفرق عنه سوى بعض الامتار القليلة ليعلم صدق ام كڈب الرواية التي ذكرها هذا الغريب.
تفوه بها سالم بصوت مسموع ليصل الى الرجل والذي انتبه اليه هو الاخر برفع رأسه ورد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته عايز حاجة يابلدينا
خطا سالم لداخل الحقل متجنبا الدهس على الخصار حتى اذا وصل اليه مد كفه يردف بلطف
انا واحد غريب عن بلدكم وليا طلب عندك .
يااهلا وسهلا بيك نورت وشرفت بلدنا قول اللي انت عايزه مني وانا رقبتي سدادة انت تؤمر.
تنهد سالم ببعض الارتياح مع هذه البداية المشجعة فقال على الفور
الأمر لله وحده ياراجل ياطيب انا مش هزعجك ولا اطلب منك حاجة واعرة انا كل اللي عايزة منك هو اجابة سؤال.
انا تحت امرك في اي سؤال تسأله وانا ان شاء الله هجاوبك عليه لو اعرف المهم دلوك تيجي تتفضل معايا نشرب الشاي على رواقة في العشة اللي هناك دي.
نظر سالم نحو ما يشير اليه الرجل بيده حيث عشة من الخوص خارج الحقل ولكنها قريبة منه أومأ موافقا
تمام حتى عشان اريح رجلي شوية من الف طول اليوم وتاخد نفسك شوية من شغل الزرعة .
الفصل ال ١٤ بقلم امل نصر
شاردة وكأنها تغيبت عن أرض الواقع عيناها على السبورة التي تشرح عليها معلمتها درس المادة التي تدرس حصتها الان وهي لا تعي بكلمة واحدة او معلومة تسفيد بها من الدرس فعلقھا كان مايزال هناك خلف المدرسة حيث لقاءها مع هذا الشاب الذي اجفلها بكلمات غريبة على عقلها الصغير انه يؤكد لها بأنه يعشقها وهي أيضا تعشقه كيف هي تعلم الإعجاب الذي شعرت به تجاهه وقت ان رأته ينظر لها من شرفته وقد كان مصدر زهوها بين الفتيات والمادة الدسمة في الحديث بينها وبينهم عن الشاب المتيم بها الذي يظل مرابطا لها في شرفته كي ينظر اليها ويهيم بها ولكنه ذكر لها انها أيضا تحبه مرة اخرى كيف وما هو التفسير الجيد لهذه الكلمة حتى تفهم وتحدد بنفسها ان كانت تحبه ام لا
سألتها الفتاة التي كانت بجوارها على التخت بعد انتهاء الحصة وانصراف المعلمة التفتت اليها ترد بعدم تركيز
ايه يا رضوى هو انت بتكلميني
ارتفع حاجبي الفتاة بتعجب وسالتها
لدرجادي انت سرحانة ياندى حتى عن جملة بسيطة زي دي قايلاهالك ايه اللي شاغل عقلك يابنتي
حدقت بها ندى قليلا صامتة قبل ان تقول بتردد
قطبت الفتاة جبهتها متعجة من السؤال فقالت
ليه بتسأليني السؤال ده ايه اللي جابه في مخك اساسا
اردفت ندى تحاول مع الفتاة
مش عارفة يارضوى بس انا بصراحة بيعجبني قوي قصص الحب اللي بنسمع عنها من البنات هنا اصل انا كنت فاكرة ان الحاجات دي بتيجي في الافلام اللي بنشوفها او الرويات اللي بنقراها وبس لكن لما جيت البندر هنا وشوفت لقيت الحقيقة أحلى بكتير.
حدقت بها الفتاة جيدا وكأنها تغوص بداخل عقلها ثم قالت
على فكرة ياندى انا فهماكي قوي وعارفة ان نفسك تجربي وتعيشي القصص دي كمان زيهم هنا بس ياحبيبتي انا عايزة افكرك كويس ان انت جاية من قرية زي انا كمان ماجاية من قرية احنا معندناش الكلام ده ولا الدنيا مفتوحة عندينا زيهم هنا واوعي تفتكري ان كل القصص دي حقيقية لا ياحبيبتي دي معظمها بيبقى وقت حلو وحد فيهم بيضحك عالتاني انما القصص الحقيقية صح بتبقى عددها قليل جدا ودول يبقوا محظوظين صح لو اكتملت بالجواز ومافرقتش مابينهم الظروف زي مابنشوف كدة في الافلام .
سألتها ندى
طب هو احنا ممكن نبقى من المحظوظين دول يارضوى
مطت بشفتيها الفتاة واهتزت كتفاها تقول
اممم ماهو الحظ ده بالذات ياندى محدش بيعرف بيجي من انه سكة يعني مثلا احنا في بلدنا عندينا البنتة بتتجوز فيها على ١٤ سنة عادي وبيبقى جوزها يدوبك فارق عنها بكام سنة بسيطة ومعظم الاحيان بيبقى واد عمها او قريبها او حتى جواز صالونات يعني لا بتلحق تطلع ولا تروح معاه وحتى كلام الحب ده ممكن مايعرفهوش
ومع ذلك بتلاقي الجوزاة كملت عادي ويعيشوا مع بعض في سعادة ويخلفوا دستة عيال كمان وبيبقى الحب مابينهم كدة باين في عيونهم من غير مايتكلموا مش بقولك ده بيبقى حظ.
سالتها ندى بإصرار
يعني هي الواحدة بتحس بنفسها لما تحب جوزها او الشخص اللي بتحبه.
يابنتي ايوة زي مابقولك كدة دا انا بشوف اختي بس لما تيجي سيرة جوزها عينها