الشاب والكوخ
كان يعيش في كوخ في الحقول بسبب فقره الشديد ، اعتزل الناس وأصبح يأكل من النباتات الصالحة للأكل من التي تنمو على جسور الترع ولا يؤنسه في الظلمة سوى مصباح كهربائي يستمد طاقته من بطارية سيارة كان قد وجدها ملقاة في القمامة .
كان الناس يمرون عليه كأنه غير موجود ولا يسأل عنه بالطعام غير سيدة كبيرة في السن قد تجاوزت السبعين من عمرها تعيش في منزل متهالك هي الأخرى ولكنها كانت تملك راتباً من الحكومة تعيش عليه وكان يذهب من وقت لآخر كي يساعدها في تنظيف بيتها وفي يوم أتت فتاة صغيرة تطلب منه الحضور لأن تلك السيدة تحتضر وتريد رؤيته .
حاول أن يرفض لأنها بذلك تجذبه للعيش وسط الناس الذين ينبذونه ولكنها طلبت منه القبول وقالت ما سأطلبه منك هو أن تحفر لي بئراً في وسط المنزل فقط ثم فاضت روحها .
دخل المنزل ولم ينم وجلس وسط المنزل وأخذ يتعجب لماذا طلبت منه أن يحفر لها بئراً والناس أصبحت لا تحتاجه ولن يفيد أحد ، ولكنه قام وظل يحفر طيلة الليل وفجأة أحس بأن الفأس خبطت شيئاً فأزال التراب عنه فوجده جرة فخارية مغلقة بقماشة . فتحها فإذا بها تمتلئ بالذهب والأحجار الكريمة وبها ورقة مكتوب فيها هذا ميراثي لابنتي وأولادها .
أصبح من أغنى أغنياء القرية وبنى مسجداً ومدرسة باسم تلك السيدة ، وأصبح الجميع يتوددون له بعدما كانوا ينبذونه ولكنه كان يفعل الخير في الجميع وخاصة الفقراء لأنه عرف معنى الجوع والفقر .
حقاً لا يعرف قدر الشيء إلا من حرم منه .