طفل الصفيح
قصة قصيرة ذات عبرة عظيمة
كان بشير يجلس عل دراجته الڼارية محبطا لكونه لم يبع أي لوحة من لوحاته التي كان يصرف كامل وقته في رسمها خلال الاشهر الماضية ..
فتح الراديو فأذا بأحد الدعاة يتحدث قائلا
الحسنة بعشر امثالها وفعل الخير تجد ثمره في الدنيا قبل الاخرة فافعل طيبا وتاجر مع الرب وتوكل على الله ولن تعدم الخير ابدا ....
مد الطفل يده واعطى الورقة لبشير وقال وقد اختفت الفرحة من محياه
خذ يا عمو .. ارجو ان تستفيد منها
اخذها بشير وطبطب على رأس الصغير وتركه ليعود الى عمله ثم شغل دراجته وانطلق مبتسما لاستغفاله الطفل وقال في نفسه
لقد جائت في وقتها .. احتاج الى شراب لأخفف من احباطي
اشترى بشير زجاجة خمړة بتلك النقود واراد العودة للبيت وفي الطريق ... انزلقت دراجته فتدحرج بشير على الاسفلت وكسرت ساقه ..اما الزجاجة فقد تحطمت واندلق خمرها على الارض ..
تم نقل بشير الى المستشفى وهناك اجريت له عملية في ساقه التي عانت من كسر مضاعف .. صرف بشير على علاجه ما يعادل مائتي دولار حتى خرج من المستشفى وهو يسير على عكازتين ..
جلس بشير امام باحة منزله مرخيا ساقه المکسورة وهنا ... شاهد نفس الطفل الذي اخذ نقوده يمر امامه وهو يدفع عربة للمقعدين تجلس عليها أمرأة هزيلة .. فناداه بشير مرة اخرى فأسرع اليه الطفل فسأله بشير
من هذه
انها امي يا عمو .. انا اخذها كل اسبوع الى المركز الصحي لاستلام علاجها المجاني
أليس لديكم نقود لشراءه من الصيدلية
نحن وحيدان وانا اعمل في جمع العلب المستعملة ولكن هذا لا يكفي ..
تأثر بشير وندم على ما فعله بالصبي ندما صادقا فأخرج من جيبه عملة نقدية وقال
انظر يا فتى .. هذه العملة التي اخذتها منك قبل أيام تبين انها ليست لي .. لقد ساقها الله اليك لكني سلبتها منك .. لذا أعتذر اليك .. خذها انت انها من نصيبك الان .. انا قد استفدت منها كما رجوت انت .
اخذ الطفل الورقة وهو يضحك فرحا فأخرج بشير عملة اخرى واعطاها للصغير قائلا
خذ هذه ايضا تعبيرا عن خطأي الذي أخطأته بحقك .. ارجو ان تستفيد منها
اعاد بشير نفس الكلمات التي قالها له الطفل فانطلق الاخير الى امه فرحا مسرورا .. فضحك بشير وقد شعر براحة نفسية عظيمة .. وماهي الا دقائق حتى رن هاتفه النقال وكان المتصل احد اصحابه الذي قال
افرح يا بشير .. لقد وجدت مشتريا للوحاتك .. انه مستعد ان يدفع في اللوحة الواحدة مائتي دولار .. نعم انا جاد فيما اقول .. اقسم لك
غمرت الفرحة قلب بشير وفهم أخيرا كلام الواعظ .. فرح بشير لأنه وجد حلاوة فعل الخير وسرعة أثره في الدنيا فكان ان استمر على هذا المنوال وساعد الطفل وأمه حتى استردت عافيتها ..