ليست قصة من الخيال بل حقيقية
ليست قصة من الخيال بل حقيقية ..
قال عثمان بن عطاء الخراساني : انطلقت مع أبي نريد الخليفة الأموي : هشام بن عبد الملك
فلما غدونا قريبًا من دمشق إذا نحن بشيخ على حمار أسود عليه قميص خشن وجُبَّة بالية وقلنسوة لازقة برأسه فضحكت منه وقلت لأبي : من هذا ؟
فقال أسكت هذا سيد فقهاء الحجاز عطاء بن أبي رباح .
فما إن استقر بهما الجلوس حتى أذن لهما ، فلما خرج أبي قلت له: حدثني بما حدث معكما ؟
فقال: لما علم الخليفة هشام أن عطاء بن أبي رباح بالباب بادر فأذن له والله ما دخلت إلا بسببه،
ثم أقبل عليه هشام وقال : ما حاجتك يا أبا محمد ؟
قال: يا أمير المؤمنين، أهل الحرمين أهل الله وجيران رسوله صل الله عليه وسلم تقسّم عليهم أرزاقهم وأعطياتهم
فقال: نعم، ياغلام اكتب لأهل مكة والمدينة بعطاياهم وأرزاقهم لسنة.
ثم قال: هل من حاجة غيرها يا أبا محمد ؟
فقال : نعم يا أمير المؤمنين، أهل الحجاز وأهل نجد أصل العرب وقادة الإسلام ترد فيهم فضول صدقاتهم.
فقال : نعم، ياغلام اكتب بأن ترد فيهم فضول صدقاتهم ... هل من حاجة غير ذلك يا أبا محمد؟
قال : نعم يا أمير المؤمنين، أهل الثغور المرابطون على تخوم البلاد في مواجهة العدو يقفون في وجوه عدوكم وېقتلون من رام المسلمين بشرّ ،
فقال: نعم، يا غلام اكتب بحمل أرزاقهم إليهم ...هل من حاجة غيرها يا أبا محمد ؟
قال : نعم يا أمير المؤمنين، أهل ذمتكم من عاهدهم المسلمون من اليهود والنصارى ونحوهم على حمايتهم لا يكلفون ما لا يطيقون، فإن ما تجبونه منهم معونة لكم على عدوكم.
فقال: يا غلام اكتب لأهل الذمة بألا يكلفوا ما لا يطيقون ...هل من حاجة غيرها يا أبا محمد ؟
فأكبّ هشام ينكت في الأرض وهو يبكي ، فقام عطاء فقمت معه
فلما صرنا عند الباب إذا برجل قد تبعه بكيس لا أدري مافيه وقال له: إن أمير المؤمنين بعث لك بهذا.
فقال: هيهات .."وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
فو الله إنه دخل على الخليفة وخرج من عنده ولم يشرب قطرة ماء.
صلي على سيدنا محمد صلى الله عليه
.