الإثنين 25 نوفمبر 2024

قصه الغابه كامله

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

يحكى أن: كان هنالك شبحًا يسكن الغابة البعيدة - والتي تسور المدينة من ثلاثة جهات، قال الناس لأولادهم يحذرونهم: لا تقربوا الغابة أبدًا، لا في الليل ولا في وضح النهار، الشبح يحب أكل الأطفال.
إلا أن "ميلسيا" كان لها تخيل آخر، فهي حالمة، تنسج من الخيال واقعًا تحيا داخله، كما أنها تحب الكتابة، ورغم سنها الصغيرة التي لا تتجاوز الحادية عشرة، إلا أنها تستطيع بقلمها أن تصنع عالمها الخاص، وسمعت ما يسمعه الأطفال من الأهل "أن الشبح المنبوذ يأكل الأطفال".

فتخيلت ملامح الشبح - المسكين - لا بد وأنه مسكينًا كما تخيلت، كيف يحيا الشيء داخل الغابة المظلمة وحيدًا؟ ألا يستحق هذا التعس الشفقة والإحسان؟! وبناءً على تفكيرها، رسمت له صورة، ليس بها ملامح واضحة، فقط جسد هزيلًا حزينًا مهمومًا، يجلس متكومًا عند شجرة جذعها يشق السحاب، وجذورها عششت في سابع أرض، وشعرت أن للحزن زوجة لا تنفصل عنه أبدًا، فكانت الدموع تغطي الأرض وجسده المتكوم، أيام تنظر إلى رسمتها، وتكتب عن أحزان الشبح الوحيد داخل الغابة، وتضيف إحساس آخر في الرسمة بعد ما تكتب ما تستشفه وتتخيله إثر هذه الوحدة..

عشرون يومًا وكانت قد اتخذت قرارها، أن تزور هذا الشبح، وتمده ببعض البسكويت والشيكولاتة المفضلين لديها، إذ أن لا بد وأنه لم يتردد أحد على زيارته منذ حين، انتظرت وقت الأصيل، عند نزهتها الأسبوعية، ولجأت لخداع مربيتها العجوز، أن تتمشى وتسبقها إلى البحيرة القريبة لتطعم الأسماك، وتحججت أن الطريق به قليل من الغدران، ونجحت خطتها، وسبقت مربيتها، ولم تذهب صوب البحيرة بل عرجت نحو الغابة، خفق قلبها قليلًا، لكنها تذكرت نيتها السليمة الطيبة، لن ېؤذيها الشبح حتى ولو كان مؤذيًا، ولن يأكلها لأنها لا تصدق حكايات أهلها، وخطت بقدمٍ داخل الغابة، وترددت، ثم حجمت خۏفها وأسرعت خطاها، نادت: أيها الوحيد، أنا هنا، ميلسيا جاءت لزيارتك .. أيها الوحيد أين تتكوم حُزنًا؟ لا حزن بعد اليوم، صديقتك ميلسيا جاءت لزيارتك.

في حقيقة الأمر فهي حاولت أن تُخمد نير.ان رعبها، فالأشجار الكثيفة حجبت الضوء، وصنعت ظلمة مخيفة، وحفيف الأوراق أضاف ارتعاشة لا إرادية من صوته، والجو أكثر رطوبة فجعل القشعريرة تظهر فوق جلد ساعديها، مسحت مجال رؤيتها بنظرات متتابعة سريعة، وتسلل إلى مسامعها صوت مربيتها تنادي باسمها، فنفضت عنها كل شيء، وهزت رأسها تتدارك الموقف، وشعرت بشيء يتحرك حولها، يطن كخلية نحل، ذهابًا وإيابًا بسرعة مبالغ فيها، قالت بصوت عال:
_ أيها الشبح المسكين، أنا صديقتك ميلسيا، هل تخاف مني؟

انت في الصفحة 1 من صفحتين