قصة الولد والمسمار
أعطى أبٌ لابنهِ يوماً كيساً مليئاً بالمسامير وقال له: يا بنيَّ كلّما أهنتَ شخصاً أو ضربتَ شخصاً أو جرحتَ شخصاً فاذهب إلى سورِ الحديقةِ واطرق فيهِ مسماراً!
لم يفهمِ الولدُ لماذا طلبَ والدهُ منهُ ذلكَ! لكنّهُ امتثلَ لأمرهِ وأصبحَ كلّما يَظلمُ أحداً أو يصرخُ بوجهِ أحدٍ أو يجرحُ أحداً فإنّهُ يطرقُ مسماراً في ذلكَ السّور!
هنا استغرب الولدُ وقال: وماذا افعلُ بعد ذلك يا أبي؟؟ #قال الأب: مع كلِّ يومٍ يمضي ولا تزعجُ أو تجرحُ أو تظلمُ فيه أحداً انزع مسماراً من ذلك السُّور!
هنا .. أخذَ الأبُ ابنهُ إلى السّور وقال: أحسنتَ يا بنيّ! فأنتَ لم تصبح شخصاً متحكماً في أعصابك فقط! لكنك أصبحتَ شخصاً طيباً لا يؤذي أحداً !!
لقد استطعتَ يا بنيَّ أن تنزعَ المساميرَ التي طرقتها، ولكنكَ لا ولن تستطيعَ محوَ تلكَ الثقوبِ التي تركتها المسامير !
وكذلك هم البشرُ يا بنيَّ!!
حينَ تجرحُ أحدهم فأنتَ تطرقُ مسماراً في قلبه ونفسه!
وحتى إن اعتذرتَ وأزلتَ ذلكَ المسمارَ لكنّكَ لن تنزعَ أثره!!
بل وسيبقى كذكرى مؤلمةٍ في حياةِ ذلكَ الشّخص ما دام على قيد الحياة.
ترفقوا و تلطفوا بقلوب احتوتكم
و يبقى الأب خير المعلمين