طفل فقير كان جائعا فاحضرت له فتاه جميله كأس من الحليب
ﻃﻔﻞ ﻓﻘﻴﺮ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺋﻌﺎً ﻓﺄﺣﻀﺮﺕ ﻟﻪ ﻓﺘﺎﺓ
ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻛﺄﺳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ...ﻣﺮﺕ ﺍﻻﻳﺎﻡ
ﻭﻣﺮﺿﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ , ﺍﻧﻈﺮ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ
.
ﻓﺠﺄﺓ ، ﻭﺟﺪ ﻫﻮﺍﺭﺩ ﻛﻴﻠﻲ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻴﻊ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻟﻴﺪﻓﻊ ﺛﻤﻦ
ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ، ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺳﻮﻯ ﻋﺸﺮﺓ
ﺳﻨﺘﺎﺕ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺴﺪ ﺟﻮﻋﻪ، ﻟﺬﺍ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ
ﻳﻄﻠﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﻨﺰﻝ
ﻳﻤﺮ ﺑﻪ
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﻴﻦ ﻓﺘﺤﺖ ﻟﻪ
ﺃﺣﺲ ﺑﺎﻹﺣﺮﺍﺝ
ﻭﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻭﺟﺒﺔ ﻃﻌﺎﻡ، ﻃﻠﺐ
ﺃﻥ ﻳﺸﺮﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺑﺄﻧﻪ ﺟﺎﺋﻊ،
ﺃﺣﻀﺮﺕ ﻟﻪ ﻛﺄﺳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ، ﻓﺸﺮﺑﻪ
ﺑﺒﻂﺀ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ
ﻃﻌﻢ ﻻ ﻳُﻨﺴﻰ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﺍﻟﻘﺎﺭﺱ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻔﺄﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻮﺏ
ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﺎ: ﺑﻜﻢ ﺃﺩﻳﻦ ﻟﻚ ؟
ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ: ﻻ ﺗﺪﻳﻦ ﻟﻲ ﺑﺸﻲﺀ .ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ
ﺃﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻧﻘﺒﻞ ﺛﻤﻨﺎ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ.
ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺷﻜﺮﻙ ﺇﺫﺍً ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻗﻠﺒﻲ
ﺑﺄﻧﻪ ﺑﺼﺤﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﺃﻥ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺃُﻧﺎﺱ ﻃﻴﺒﻴﻦ ﻗﺪ ﺍﺯﺩﺍﺩ،
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺎﺋﺴﺎ ﻭﻣﺤﺒﻄﺎً.
ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ
ﻟﻤﺮﺽ ﺧﻄﻴﺮ، ﻣﻤﺎ ﺃﺭﺑﻚ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ، ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﻫﺎ
ﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ
ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻟﻔﺤﺺ ﻣﺮﺿﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ.
ﻭﻗﺪ ﺃﺳﺘﺪﻋﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻫﻮﺍﺭﺩ ﻛﻴﻠﻲ
ﻟﻼﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺇﺳﻢ
ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻟﻤﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺸﻜﻞ
ﻏﺮﻳﺐ ﻭﺃﻧﺘﻔﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﺎﺑﺮﺍً ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ
ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﻔﻞ
ﺣﻴﺚ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﺍﺭﺗﺪﻯ ﺯﻳﻪ ﺍﻟﻄﺒﻲ،
ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ
ﻭﻋﺮﻓﻬﺎ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﺭﺁﻫﺎ، ﻓﻘﻔﻞ ﻋﺎﺋﺪﺍ
ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ، ﻋﺎﻗﺪﺍً ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ
ﻋﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﺑﻮﺳﻌﻪ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺃﺑﺪﻯ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺤﺎﻟﺘﻬﺎ.
ﻭﺑﻌﺪ ﺻﺮﺍﻉ ﻃﻮﻳﻞ، ﺗﻤﺖ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ ﺇﻟﻰ
ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻛﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪﻫﺎ، ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻛﺘﺐ
ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺷﻴﺘﻬﺎ ﻭﺃﺭﺳﻠﻬﺎ ﻟﻐﺮﻓﺔ
ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﻓﺘﺤﻬﺎ، ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ
ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻤﻀﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺗﺴﺪﺩ ﺛﻤﻦ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ،
ﺃﺧﻴﺮﺍً .. ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﺃﺛﺎﺭ ﺇﻧﺘﺒﺎﻫﻬﺎ
ﺳﻄﺮﺍﻥ ﻗﺪ ﻛُﺘﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺷﻴﺔ، ﻓﻘﺮﺃﺕ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ :
ﻣﺪﻓﻮﻋﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻛﺄﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ
ﺇﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﻔﺮﺡ، ﻭﺭﺩﺩﺕ
ﻣﺘﻤﺘﻤﺔ ﺑﺴﺮﻭﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ :
ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ،ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻓﻴﺾ
ﺣﺒﻚ ﻭﻟﻄﻔﻚ ﺍﻟﻐﺎﻣﺮ ،
تعلموا الحب والصدق حتى تخلصون الصدق